العلاج النفسي له أشكال وألوان وأنواع، بعض أنواع العلاج النفسي تتعامل مع الأعراض المرضية وتهدف إلى إزالتها واختفائها، وهناك أنواع تانية تتعامل مع المنظومة المعرفية والسلوكية للمريض، وتستطيع تعدّيلها وتغييرها للأفضل والأنسب، أما النوع الثالث يقدم الدعم النفسي للمريض وتهتم بتقوية دفاعاته النفسية الموجودة بالفعل.

وقد كتب دكتور محمد طه، استشاري الطب النفسي، منشور عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» يوضح فيه أنواع العلاجات وثمن الوعي، حيث قال إنه يوجد أنواع مهمة من العلاج النفسي لا تتوقف عند اختفاء الأعراض المرضية، ويكون هدف العلاج تفكيك البناء النفسي المرضى بكامله، وإعادة تكوينه من جديد، هدم ذلك الهرم المنخور بسوس الصدمات النفسية المتتالية، ثم رفعه على أسس أقوى وأقوم.

والهدف الأساسي من هذه العلاجات تغيير شخصية المريض بكاملها، عن طريق الوعي، حيث يبدأ المريض بوعي أشياء لم يكن واعي بها من قبل، واعي باحتياجاته التي أنكرها على نفسه من قبل، ينتبه إلى مخاوفه التي منعته من المطالبة باحتياجاته، يتعلم حقوقه النفسية، ويكتشف القرارات المرضية التي أخذها في حياته سابقًا.

وأضاف «طه» أن المريض أثناء العلاج يستعيد إحساسه باحتياجاته المدفونة، وقبول مخاوفه التي كانت مانعاه، كما يطالب بحقوقه التى نسيها منذ زمن، حتى أنه يستطيع قول «لا» للمقربين له.

وشبه المريض إلى زلزال نفسي يهز الكيان بمنتهى الرحمة، انفجار روحى ملييء بالأحزان وبالورود معًا، بركان هائل من الاحتياجات والمطالب والحقوق والقرارات، جسد موءود تبعث فيه الحياة من جديد.

وعلى الجانب الآخر، أشار إلى ثمن هذا الوعي الذي يتمثل في الانفصال، أو تغيير الوظيفة، أو اعتزال بعض الناس حينما يكتشف الشخص أن بعض اختيارات حياته السابقة كانت خاطئة، ومتسرعة، ومَرضية.

وأوضح أن المعرفة الإنسانية تتضاعف كل عدة سنوات بشكل لم يسبق له مثيل فى التاريخ، المعلومات المتاحة لأبنائك أضعاف المعلومات التي كانت متاحة لك وأنت في سنهم، الخبرات المتاحة لزوجتك هى خلاصة خبرات مئات بل آلاف الزوجات عبر العالم، شلالات يومية من الاكتشافات تنهال على العقول والقلوب والأنفس.

النص الأصلي