أنا واحدة ابتديت علاج نفسى بعد ما قريت كتاب (الخروج عن النص).. حسيت إنى محتاجة أصلح حياتى فى ضوء اللى شفته من الكتاب.. وحقيقى ليك فضل كبير فى كل الوعى والحياة القوية اللى أنا فيها دلوقت.
بس كنت محتاجة أسأل حضرتك عن الشخص اللى يقتحم حياتك ويختفى للأبد؟ هو مدخلناش مرحلة الصداقة حتى! اللى هو ازيك.. أهلا بحضرتك.. أنا عاوز أعرف كل تفاصيل حياتك، شهرين وهاخلع! بس كده.. حاجة مش مفهومة..
عندك فكرة ده ممكن يكون ليه؟ لأن الحوار اتكرر كتير للأسف!
صديقتى العزيزة..
اللى بتوصفيه ده هو أحد أنواع ودرجات (الحبيب الشبح).. وأسبابه وتفسيره هى نفس أسباب وتفسير هذا (الشبح).. هاكلمك بتفصيل وببساطة أكتر.. من خلال اللى شوفته وباشوفه مؤخرا..
واحد (أو واحدة طبعا) لطيف وظريف.. بيتعامل معاكى بشكل مختلف عن باقى البنات.. يبص لك كتير لو كنتى فى وسط أصحابك أو حتى لوحدك.. يسلم على كل زمايلكم فى المكان بطريقة، لكنه يسلم عليكى انتى بطريقة تانية.. يحاول يتكلم معاكى بزيادة حبتين.. فيه من ناحيته اهتمام واضح، لكن من غير ما يصرح بأى مشاعر.
مش بس كده..
ده يتابعك على الفيس بوك.. ويبعت لك فريند ريكويست.. ويعلق على كلامك وبوستاتك بمنتهى اللطف.. ويبدأ يكتب كلاما موجها ليكى من بعيد لبعيد.. أو يحط أغانى تحسى إنها ليكى.. ولايكات وشير للصبح.
برضه مش بس كده..
ده يبدأ يقرب.. ويقرب.. ويسألك عن حياتك الشخصية باهتمام.. وبعدين يكلمك عن حياته وظروفه.. ويشاركك مشكلاته ومواقفه.. واتصالات.. ورسايل.. لغاية ما تصدقى بما لا يدع أى مجال للشك إن الراجل ده بيحبك.. وعاوز يرتبط بيكى النهارده قبل بكرة.
بس يا ستى.. خلاص.
خلاص إيه؟
خلاص.. خلصت الحكاية.
صاحبنا ده أول ما يلاحظ إنك أخدتى الموضوع جد.. وبدأتى تطلبى منه بشكل واضح إنه يقول.. ويعبر عن مشاعره ويسميها.. ويكلف خاطره وياخد خطوة لقدام.. تلاقيه رجع خطوتين لورا.. وقال لك: لا.. الظاهر إنك فهمتينى غلط.. أنا بعاملك عادى جدًّا.. إحنا قريبين آه، بس مش بالشكل اللى وصل لك. أنا باحب أتكلم معاكى كاصحاب أو إخوات.
طيب والكلام والأغانى والتعليقات واللايكات؟ عادى.
والنظرات والهمسات والمكالمات؟ إيه المشكلة؟
طبعًا لو كانت الحدود بينكم دابت شوية ووصلت للخروج والفسح ويمكن أكتر.. يبقى هيقول لك آه أنا باحبك فعلا، وباحب أكون معاكى، وباتبسط فى وجودك، بس مش هينفع أكتر من كده.. مش هينفع نتجوز.. الجواز هيبوظ اللى بينا.. خلينا كده أحسن. أو أنا عندى مرض خطير يمنعنى من الجواز.. أو «إنتى تستاهلى حد أحسن منى»..
فيه نوع أخطر وأخطر.. اللى هو يحب ويتقدم ويخطب.. وقبل الفرح بشوية أيام (وأحيانًا ساعات).. يخلع.. يختفى.. بخ!
ده مش حد بيقرب وبيبعد زى ما كتبنا فى مقال قبل كده.. ده حد بيدوب ويختفى.
باختصار شديد.. الراجل اللى زى ده مكتوب على جبينه بالحبر السرى يافطة كبيرة جدًّا: (أنا مش بتاع مسئولية).
واحد بيوصّل رسايل نفسية وعاطفية بالحب والاهتمام، لكن من تحت لتحت؛ علشان مايبقاش مسئول عنها عند اللزوم.
بيتعمد إنه يمشى على الحبل فى علاقته بيكى علشان يتجنب الوحدة من ناحية، والارتباط من ناحية تانية.. ومايبقاش مسئول عن مصير العلاقة دى.
تصرفاته بتقول كلام.. ولسانه بيتبرأ منه بكل جبن.. علشان حتى مايبقاش مسئول عن كلامه.
البنى آدم اللى زى ده عامل زى الطفل الصغير.. عاوز يرضع ويشبع ويتبسط وبس.. من غير ما يدفع أى تمن.
عاوز شوية تدليك عاطفى بالليل.. ومساج نفسى بالنهار.. وكل واحد يروح لحاله بعد كده.
يحرك فيكى أحلى مشاعر.. ويعيشك فى أروع أحلام.. لكن دوره ينتهى لغاية هنا.. لأنه مش قد اللى بعد كده.
الراجل ده عمره ما هيتحمل مسئولية علاقة حقيقية.. وده واضح من الأول.. بس انتى ماكنتيش واخدة بالك.. واحتمال لما أخدتى بالك.. عملتى نفسك مش واخدة بالك.. وتبقى كده شاركتى فى اللعبة.
الراجل (أو البنت) اللى زى ده ماينفعش تأتمنيه على نفسك.. وماينفعش ترتبطى بيه.. وماينفعش تتجوزيه؛ لأنه شخص غير مسئول.
الرسالة اللى باوصّلها لحد من خلال تصرفاتى.. مسئولية.
المشاعر اللى باحركها جوه حد.. مسئولية.
الكلمة والنظرة والتعليق واللايك.. مسئولية.
لأن ليهم معنى.. ووراهم هدف.
طبعًا فيه أسامى حلوة وأوصاف شيك للراجل ده.. زى إنه عنده فير اوف كومتمنت Fear of commitment، أو عنده كوميتمنت إيشوز.. (Commitment issues بس أنا أُفضّل تسميته (الحبيب الشبح).
هاتى بقى كشاف نور قوى..
وافتحيه على الآخر..
ووجهيه لعنيه مباشرة..
وقولى له:
لأ..
كفاية ضباب لغاية كده..
يا نطلع للنور سوا..
يا تخليك فى الضلمة لوحدك.
د. محمــد طــه