دكتور طه.. أنا حقيقى محتاجة ردك.. قلبى وروحى واجعينى..
أنا عندى ٢٨ سنة.. اتجوزت وأنا صغيرة جدًا وحاليًا منفصلة بقالى ٧ سنين بدون أطفال.. كل ما أتعرف على حد من سنى يبقى عاجبه كل حاجة فيا، بس يرفضنى عشان كنت متجوزة. نفسيًا مابيبقاش متقبل، ولو هو قبلنى أهله يرفضونى..
هو أنا كإنسان كل حاجة فيا ماتسواش قصاد عذريتي؟ إيه اللى ينقص منى عن أى حد؟ إيه وجه التعقيد ولا الجرم اللى ارتكبته؟ ده لا فى إنسانية ولا دين يقول كده..
أنا محبطة وحاسة إنى مهما عملت فأنا مش كويسة كفاية..
عزيزتى..
سلامة قلبك وعقلك وروحك..
متفهم وحاسس جدا باللى بتوصفيه..
سلامك النفسى يا عزيزتى أهم مائة مرة من آراء بعض الناس فيكى..
وقبولك غير المشروط لنفسك أقيم ألف مرة من رفض بعض الناس ليكى..
واحترامك واعتزازك بنفسك أولى وأسبق مليون مرة عن عدم اعتزاز بعض الناس بيكى..
انتى مافيكيش أى حاجة ناقصة عن حد.. لكن ــوبكل أسفــ أحد أهم أمراضنا المجتمعية المعضلة وأكثرها شيوعا مرض (الوصمة).. احنا بنوصم المطلقة.. وبنوصم المريض النفسى.. وأحيانا بنوصم المختلف عننا..
احنا بنُسقط مشاكلنا وبلاوينا وعقدنا النفسية على أى حد معدى جنبنا فى الشارع.. بدل ما نقول: «فيه مشكلة عندى».. نقول: «فيه مشكلة عندك».. بدل ما نقول: «أنا نظرتى ناقصة وقاصرة».. نقول: «انتى ناقصة وقاصرة».. وبدل ما نقول: «أنا رافض نفسى بتركيبتى وكلاكيعى وضيق أفقى».. بنقول: «أنا رافضك لاختلافك عن تركيبتى وكلاكيعى وضيق أفقى»..
المشكلة مش فيكى يا أختى الكريمة.. المشكلة فيهم..
اللى بيرفضك من الأول يا صديقتى هو فى الحقيقة بيعمل معروف كبير.. لأنه بيكشف عن نفسه وعقليته وطريقة تفكيره بدرى.. واللى بيشوفوكى على إنك قليلة أو ناقصة هما بيعرفوكى على نفسهم بأسهل وأدق طريقة.. واللى يتغير من ناحيتك أول ما يعرف تفاصيل حياتك.. فهو ماكانش يستاهلك من الأساس.
من أهم منح الصدمات يا صديقتى أنها تكشف لنا عن أصحابها جيدا، قبل التورط معهم خطوة واحدة أخرى..
أكثر ما آلمنى فى رسالتك هو شكك فى نفسك وتساؤلاتك حولها..
من فضلك..
أوعى تشكى فى نفسك.. كلنا أمام الله سواسية كأسنان المشط..
وأوعى تتساءلى حول أحقيتك واستحقاقك.. استحقاقك ربنا اللى بيديهولك مش أى بشر..
وأوعى تدفعى أى تمن أو تقدمى أى تنازل.. من أجل رضا بعض فاقدى البصيرة..
تعرفى تبصى فى المراية؟
من فضلك بصى فى المراية.. وقولى بصوت عالى: ده أنا.. وأنا مش عار..
دعواتى معك..
د. محمـد طــه