– خطيبى كل شوية يمسك تليفونى يدور ويقلب فيه، ويشوف أنا كلمت مين وعملت شات مع مين.. وبيقول إن ده من حقه.. ويبرر ده بإنه خايف عليا وعايز يحمينى (من إيه ومن مين ماعرفش).. وساعات بيقولى إنه شاكك فيا وحاسس إنى أعرف (أو ممكن أعرف) حد غيره.. لدرجة إنى بدأت أنا كمان أشك فى نفسي.. وبقيت بامسح أى رقم أو شات من حد هو مايعرفهوش.. أنا محتارة وخايفة.. وهو بيهددنى كل شوية إنه هاسيبنى.. مش عارفة أعمل إيه..
 
– عزيزتى..
 
أسوأ حاجة ممكن يعملها راجل فى ست هو إنه يخليها تشك فى نفسها.. يخليها تبقى مش عارفة هي صح واللا غلط.. يفقدها الثقة فى نفسها وتصرفاتها وأفعالها بالتدريج.. زى ما حصل معاكى بالظبط..
 
حضرتك بكل بساطة ارتبطى بواحد مريض.. شكاك.. مرتاب.. مش واثق فى نفسه ولا واثق إنه هايكون -بالنسبة للى بيحبها- كفاية..
 
اللى زى ده يا صديقتى بيُسقط عليكى مخاوفه ومشاكله النفسية.. يعنى بيرمى عليكى – غالبا بشكل غير واع- رغبته هو فى إنه يعرف بنات كتير.. بس بدل ما يقول (أنا عاوز أعرف بنات غيرك).. بيقولك (انتى ممكن تعرفى حد غيرى).. لعبة اسقاطية قديمة فى حكايات متكررة عبر الزمن.. وليها أبعاد نفسية أعمق من كده..
 
الغلطة اللى غلطتيها هى إنك أولاً سمحتيله بده وسيبتيه يكرره ويتمادى فيه.. وثانياً إنك كمان استجبتى لمخاوفه.. وبدأتى تشكى فى نفسك.. وتلاحظى تصرفاتك.. وتحاولى تتجنبى شكوكه المريضة.. وتمسحى أثر المكالمات والشات اللى هى أصلاً مافيهاش أى مشكلة.. وفى الحقيقة ده أكتر شئ بيؤلمنى على الإطلاق.. إن حد يقوم بتصدير مرضه النفسي لحد تانى.. اللى يتعب.. ويحتار.. ويتلخبط.. وأحياناً يروح يتعالج.. مما تم زرعه فيه زرعاً..
 
ماكنتيش تستنى لما يهددك إنه هايسيبك.. كنتى سيبتيه مع أول اتهام.. مع أول لحظة شك.. وأول نظرة ارتياب.. بس معلهش.. ادينا بنتعلم.. نتعلم إن مش من حق خطيبك أو جوزك أو غيرهم يخترق خصوصيتك ويفتش وراكى ويشك فى سلوكك.. شاكك فيكى يبقى يسيبك من سكات.. لكن يمارس عليكى عقده وكلاكيعه لأ.. زى ما هو ليه نفس الحق ونفس الخصوصية بالظبط..
 
لو كان جوزك كنت هأقولك ساعديه يتعالج الأول.. ولو رفض.. انفصلى عنه.. لكن فى حالتك.. انتى مش مضطرة تعملى ده.. وإلا.. ماتشتكيش بعد كده..
 
المريض من حقه يتعالج.. لكن مش من حقه يؤذى غيره بمرضه..
 
ربنا معاكى..
 
د. محمد طه