أنا يا دكتور مطلقه من ١٠ سنين، اتجوزت واحد أذانى نفسيا وبدنيا، إهانة وضرب ومعاملة سيئة جدا، واتحملت عشان بنتى لمده ٤ سنين لحد ما قررت انفصل وانقذ عمرى.. كان وقتها سنى ٢٩ سنة..
وقفت قصاد أبويا عشان انقذ نفسى وبنتى من شخص معندوش رحمة فى التعامل لحد ما اطلقت.. ويادوبك يادكتور فات شهر من الطلاق اخدت نفسى فيه، اكتشفت انى مريضة سرطان ثدى وانا عمرى ٢٩ سنة.. وتم استئصال الثدى.. وانا فى عز شبايى.. وارتضيت وصبرت واتحملت ألم نفسى وبدنى..
أنا شكلى مقبول، فكنت دايمًا بصعب على أهلى من اللى حصلى.. عشت ١٠ سنين أتعالج وأحارب مرض لعين عشان بنتى محتجانى.. وكنت برضه بحارب مع مرات أبويا لأنها مش متقبلانى.. حياة صعبة ومخيفة ومجهولة.. لحد ما اتوفى أبويا ٢٠١٤، وسابنى لوحدى ومعايا بنتى عايشه فوق السطوح زى ماحنا عايشين فيه من اول ما اتولدت.. لأن والدى مسئول عن عمارة، ومعنديش مكان.
عشت أربى بنتى وكملت تعليمى فى كلية تربية وعديت مرحله العلاج وبقيت اقوى واشتغلت، وناس كتير بتتقدملى.. وانا برفض وقافله بابى عشان خايفه من حقيقه نفسى ان محدش يتقبل جسمى.. انا مجرد شكل مقبول بس الحقيقة، بتقول انى انثى مش كاملة. فات ١٠ سنين يا دكتور بقيت قوية ببشاعة، ومشاعرى بقتلها عشان متعبش ولا أضعف، قتلت رغبتى.. وبقيت أم فقط.
لحد من شهرين أراد الله إنى أقابل حد جارى، مُطلق ومرتاح ماديا، طلب يتجوزنى، رفضت وهاجمته وكنت غلسة.. وفضل يحارب ويحارب لحد ما قررت أحكيله حقيقتى.. وتقبل وضعى وأنا رفضت واستغربت وبقيت باهرب منه وافتعل مشاكل.. وهو متحملنى ومصمم على الجواز.. وعرفنى بأمه.. ناس محترمة وراقيه جدًا، فخورين بيا لأنى أم مكافحة.. والصراحة محكاش لأمه عن وضعى الصحى..
يادكتور أنا خايفه أتجوزه.. خايفه قلبى ينكسر.. خايفه ميتقبلش جسمى.. خايفه يسيبنى.. خايفه أنجرح.. خايفه أوى.. فى عز سعادتى معاه وهو بيكلمنى أفتكر وضعى كهاجس فى عقلى، أخاف والفرحة بتنطفى.. بنتى فرحانة بيه ومقتنعة انى اتجوز، ما هى بنتى صاحبتى، وعندها ١٤ سنة، وهو عنده بنتين مع مامتهم.. بس بيعيلهم كويس.. هو طيب وعيلته محترمة جدااا.. وانا من وسط أقل.. بس أسلوبى ولبسى وشكلى بيبان إنى مستوايا عالى، يمكن عشان عندى ذوق فى نفسى أو بعوض حاجه ناقصانى..
ساعدنى يادكتور.. هو عايز يتجوز كمان شهرين، وأنا نفسيًا خايفة من الجواز.. إنى أبقى عروسة.. إنى ألبس زى العرايس.. أنا نسيت الإحساس ده والفرحه دى.
أرجوك يادكتور ساعدنى وقولى أعمل إيه؟ وشكرًا..

ــ أختى العزيزة..
عارفة إيه أشد أنواع القسوة؟ هو قسوتنا على أنفسنا..
وأصعب أنواع الظلم.. هو ظلمنا لها..

عارفة إيه أقسى من فقد الأمل؟ الخوف من الأمل..
والأبشع من عدم النجاح.. هو الخوف من النجاح..

رحلتك فى حياتك.. من خلال زواجك السابق، ومرضك وتعافيك منه.. رحلة كفاح وشرف ونجاح حقيقى.. والرحلة دى بتقول قد إيه انتى انسانة شجاعة ومثابرة ومليانة حياة..

متفهم جدا تخوفاتك وتحسسك من كل ما هو قادم حتى لو كان فرحة.. ولكن يا صديقتى انتى بتوصفى حد طلب يتجوزك.. وبالرغم من رفضك وافتعالك للمشاكل إلا إنه فضل يحارب ويحارب علشانك.. وتقبل وضعك كما هو بعد ما حكيتيله ووصفتيله.. ومازال مصمم على الجواز. وأهله ناس محترمة وراقية، وفخورين بيكى.. ده مش بيقول أى حاجة؟

طبعا قرار القبول أو الرفض هو قرارك وحدك.. لكنى عاوز أقولك حاجتين..
الحاجة الأولى.. هى انك محتاجة ونيس فى حياتك.. محتاجة حد يكمل معاكى رحلتك.. حد يكون بيحترمك وبيحبك وقابلك بدون شروط.. لا تتخلى عن هذا الاحتياج لأنه حقك.
الحاجة التانية وهى الأهم.. انتى فعلا محتاجة تغيرى موقفك من نفسك.. اللى أنا شايف إنه أصل المشكلة وحلها.. انتى محتاجة تقبلى نفسك قبل قبول الآخرين ليكى.. ومحتاجة تفخرى بيها مش تحسى ناحيتها بالخجل والخزى.. ومحتاجة تديها فرصة أخرى مهما كانت احتمالاتها..

كل التجارب تخضع لاحتمالات الفشل والنجاح.. بس مش معنى كده إننا مانجربش..
وكل الخطوات الجديدة تكون محفوفة بالخوف والمخاطرة.. بس ده مايخليناش نقف مكانا مشلولين مش بنتحرك..

عزيزتى..
أنت مثال للأمل..
من فضلك.. تشبثى بالأمل لآخر لحظة..
دعواتى معك

د. محمــد طــه