- – السلام عليكم د. محمد
من فترة كنت قريت تحليل حضرتك لشخصية هانيا في مسلسل تحت السيطرة عن مرض التكرار القهري … الموضوع فضل شاغلني فترة طويلة … انا كنت مرتبطة وانفصلت عن الشخص اللى مرتبطة بيه من شهر ونص تقريبا..
وبعدين من أسبوعين تلاتة حصلت حاجة غريب ان اول شخص ارتبطت بيه في حياتي من تمن سنين كلمني ومن غير ما نقصد اتفتح حوار ارتباطنا واتكلمنا في ليه سيبنا بعض ومين غلطان ووضحنا حاجات واكتشتفت حاجات مكنتش اعرفها هو عمره ما وضحها….
المهم انا دايما كنت بسال نفسي انا ليه كل علاقاتي بتفشل ومفيش حاجة بتكمل… الفترة الأخيرة بعد ما اللى كنت بحبه من زمان ده ظهر وراجعت كل علاقاتي اكتشفت ان كل الأشخاص الى انجذبتلهم بعديه كانوا شبه جدا في الظروف الاجتماعية والظروف النفسية وكلهم ظروفهم الاحتماعية ملغبطة وطفولتهم كانت سيئة وعندهم مشاكل نفسية زي الخوف من الرفض وعدم الإحساس بالأمان وعدم الثقة… ودايما كل حاجة كانت بتنتهي بالفشل…
حسيت ان انا فعلا ببقى قاصدة يمكن عايزة اعيد التجربة تاني عشان اثبت لنفسي اني هنجح اني اغير غيره واساعده في ظروفه واخرجه من الى هو فيه او انا كنت باخد نفسي للفشل فعلا عشان أعيش دور الضحية واثبت لنفسي انه مفيش فايدة…
انا بحاول اقرا كتير عن الموضوع عشان افهم اكتر بس لو حضرتك تقدر تساعدني ابقى متشكرة جدا 🙂
– أشكرك جدا على الرسالة..
أنا أولا مبسوط إنك قدرتى تشوفى وتكتشفى فى نفسك هذا النمط المتكرر فى علاقاتك.. ورغم إن الاكتشاف ده صعب ومؤلم.. فهو بداية جيدة جدا للتغيير بإذن الله..
اللى انتى بتوصفيه ده فى الحقيقة ليه وجه تانى غير/مع موضوع التكرار القهرى.. وجه أعمق ويمكن أخطر..
احنا كتير جدا فى حياتنا بنلعب دور من ثلاث أدوار.. إما دور (الضحية) اللى بيدى كتير، وبييجى على نفسه دايما، ويسمح للآخرين انهم يستغلوه ويستخدموه وساعات يؤذوه. أو دور (الجانى) اللى بيظلم غيره وياخد منه كل اللى يقدر عليه.. يستهلكه ويبتزه ويحمله فوق طاقته.. ومايسامحش ولا يرضى ولا يتراجع ابدا عن الاذى والعناد والتشويه.. أو دور (المنقذ) اللى بيحاول يساعد غيره عمال على بطاااااال طوووول الوقت.. اللى دايما يقدم نصايح ويشوف حلول.. يطبطب على ده، ويمسح دموع ده، ويحن على ده وده..
طبعا عرفتى انتى كنتى بتلعبى دور مين.. انتى كنتى فى قصص حبك بتلعبى دور (المنقذ).. وطبعا علشان حد يلعب دور (المنقذ) فهو لازم يدور على حد يلعب دور (الضحية).. وده السر ورا اختيارك/انجذابك لناس طفولتهم معذبة وحياتهم قاسية..
يا صديقتى انتى مش محتاجة تنقذى حد.. انتى محتاجة تكونى نفسك.. ونفسك فقط.. تحافظى عليها وتحميها وتسعى لتغييرها للأفضل.. انتى مش رسول أو نبى ومش مطلوب منك تغيرى مصير أو ماضى أو حتى حاضر أى حد.. انتى كده بتستهلكى مشاعرك وأفكارك ووقتك وحتت كتير جداااا من نفسك كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة لغاية ما هاييجي عليكى وقت وتخلصى..انتى لو استمريتى فى النمط ده من العلاقات هاتكونى زى اللى بينزف ببطء لغاية ما يموت..
ماتندميش على اللى حصل.. بالعكس. احمدى ربنا انك شوفتى، واستحملى الرؤية دى لأنها مؤلمة فى الأول شوية.. واتعلمى.. وماتكرريش العلاقات اللى بالشكل ده تانى..
علاقة حب يعنى اتنين كبار مسئولين وواعيين.. مش حد معتمد على حد ولا حد بيرضع من حد ولا حد بينقذ حد..
انتى دلوقت واعية.. وانا واثق انك هاتكونى مسئولة..
ماتؤذيش حد.. وماتسمحيش لحد إنه يؤذيكى..
ماتحمليش نفسك فوق طاقتها..
إحنا بشر.. مش ملايكة.. ولا آلهة..
د. محمد طه