بدون مقدمات..
قبل ما أكتب عن إجبار الزوج لزوجته على المعاشرة الجنسية دون رضاها، أو ما يسمى (بالاغتصاب الزواجى).. خلينا نقرا مع بعض جزء من رسايل القراء/القارئات عن هذا الموضوع:
• «أنا السبب الرئيسى من إنى خلعته، انه كان بيقولى: امال أنا جايبك ليه؟ هو انتى ماكنتيش بتاكلى وتشربى فى بيت ابوكى عشان كدا اتجوزتى؟ انا متجوزك عشان كدا.. وده مع العديد بقى من الاغتصاب بالمعنى الحرفى للكلمة، إنه يكتفنى ويعمل اللى هو عايزه وأنا رافضة. رفضى كان بسبب معاملته المهينة ليا، يعنى إزاى تضربنى وتهينى وتيجى عايز تتنعم بالجسم اللى ضربته؟ كمان مرة ضغطى وطى وفقدت الوعى، فوقت لقيته مغتصبنى! يستحيل أتخطى كل الأحداث دى، بمجرد ما أتذكرها باتعب جسديا وبيظهر لى كدمات فى جسمى».
• (ماعرفش هل ليا حق اقول) لأ (فى حاجه زى دى ولا ممكن تلعنى الملايكة زى ما الحديث اللى مش واثقة من صحته بيقول.. بس أكيد ربنا ميرضاش بالقهر اللى ممكن واحده تحس بيه فى موقف زى ده.. ده ذل وكأنى متأجرة أو عبدة ملهاش حتى حرية فى جسمها، وإنها تقدر تقول لأ لسبب نفسى أو عضوى). شعور قذر وإنى كائن حقير ومفعول به ومليش حق الاعتراض لأى سبب. كرهته وكرهت نفسى وكرهت جسمى وكرهت العلاقه كلها. لما كنت برفض كان لأسباب وإنى زعلانه ومش قادره نفسيا على كده فى التوقيت ده، بس لا طبعًا مليش حق والملايكه هتلعنى. بعد كده بقيت ساكتة مستسلمة قرفانة من نفسى ومنه ومن الشىء الحقير اللى بيحصل بينا. بعد ما كانت فى عينى علاقة ترابط قوية اتحولت بالوقت لشىء قذر ملعون.. آخر حادثة أنا فاكراها كويس كنت نايمة بدرى تعبانة جدا ومُرهقة و كان بينا مشاكل، فى الوقت ده جه صحانى بشكل مقرف، قولت (لأ) بعد سكوت مرات كتير، وهو كان عارف وقاصد يقهرنى فى كل مرة. أوقات كان بيصالح بالشكل المقرف ده من غير ولا كلمة. المهم إنى قولت (لأ) واتمسكت بيها.. اتضربت.. اتضربت عشان العلاقه تحصل.. لدرجة إنه عورنى وبيزعق وبيقول حقى، وقتها قولتله ملكش حقوق عندى، ومشيت وحلفت ما انا راجعة.. سنتين كاملين بعد الحادثة دى لو شوفت مشهد رومانسى عادى مابصدقهوش، ولو كان فيه أى ايحاء إن ممكن يحصل بينهم حاجه بأقرف وباشمئز وجسمى بيوجعنى، لدرجه إنى فكرت أروح أتعالج، بس أتعالج ليه؟ أنا مش ناوية أتجوز تانى أصلا.. أنا مش هاعيش مقهورة تانى، ومحدش هيمتلكنى ولا يتحكم فيا غيرى».
• «أنا على طول يطلبنى بعدم مراعاة لمشاعرى.. حزينة، نايمة، عايزة ألحق نازلة شغلى، وأبقى بتلعنى الملائكة.. كرهنى فى الموضوع».
***
نفس العقلية اللى كانت بتدافع عن ختان الإناث، حتى تم تجريمه..
ونفس التشويه الفكرى اللى كان بيروج لزواج القاصرات (طالما كانت تطيق الوطء)، حتى تم تجريمه هو الآخر..
ونفس من يبيح ضرب المرأة تحت أى مسمى ولأى سبب.. وضرب الأطفال تحت أى مسمى ولأى سبب..
هما هما دول.. ماعندهومش أى مشكلة دلوقت فى إغصاب الزوج لزوجته على المعاشرة الجنسية..
ماعندهومش أى مشكلة ان انسانة عاقلة بالغة راشدة يتم إجبارها على فعل شىء دون إرادتها..
ولا عندهم أى مشكلة.. إن كائن حى مكرم من رب العالمين، يتم قهره وسلبه أبسط حقوقه رغما عنه..
ولا عندهم أى مشكلة.. ان جسد حى يتنفس، يتم استغلاله لبعض الوقت كدمية مصمتة جامدة لتفريغ بعض الشهوة..
ليه طيب؟ ليه؟ هاه.. ليه؟
أقولكم ليه؟
علشان معنى ان الزوجة ترفض العلاقة الجنسية.. إنها تمتلك جسدها.. وده بالنسبة لهم تهديد..
معنى إنها تُعرض عنها فى وقت ما.. إنها لها الحرية على نفسها.. وده يمثل ليهم رعب..
معنى إنها تقول (لأ) على دى.. إنها تقدر تقول (لأ) على أى حاجة تانية.. وده ممكن يجننهم بمعنى الكلمة..
ده جرح غائر وقاسى وموجع جدا لنرجسيتهم.. اللى أضفوا عليها قداسة غريبة وغير مبررة..
ده أسوأ من أسوأ كوابيس ذكوريتهم.. اللى اتخذوها دينا لهم دونا عن باقى الأديان..
ده تهديد صريح ومباشر لعروشهم الضخمة المتخيلة..
بقى أنا واحدة تقولى لأ؟
ومين.. مراتى؟
***
طب نعمل إيه؟ هاه.. نعمل إيه؟
تعالى نحطلك احنا بقى قواعد انك تقولى (لأ)..
تقوليها بس وقت ما احنا نسمحلك.. فى التوقيت اللى احنا نقولك عليه.. وبالطريقة اللى احنا نحددهالك..
شوفى.. ماينفعش تقوليها.. خاااالص خالص.. إلا لو: عندك الدورة.. أو عيانة.. بس وخلاص.. شششششش…
يعنى تبقى تعبانة وطالع عينيها ومش قادرة تاخد نفسها.. يقولها تعالى.. تقوله حاضر..
تبقى زهقانة منه وقرفانة من سوء معاملته.. بس لما يرغب فيها.. تقوله وحشتنى يا حبيبى.. والّا لا.. مش لازم تقوله أى حاجة.. هى مطلوب منها تسلمه نفسها وخلاص..
تبقى كارهة حياتها وسنينها وعشرتها معاه.. بس الا الجنس.. ده حقه الشرعى.. إلا كده..
استنى استنى..
تعالى كمان نملاكى بشوية مخاوف..
ده حقه الشرعى.. يعنى لو ماسلمتيهوش نفسك.. هاتغضبى ربنا.. والملايكة هاتبات تلعنك لغاية الصبح..
وحاجة تانية.. لو مارضيتيش تشبعى رغبته الجامحة.. هايبص بره.. يخونك بقى والا يتجوز عليكى.. إنتى حرة..
ده كده كمان ممكن يطلقك.. وتتبهدلى فى المحاكم.. ولا تلاقى حد يصرف عليكى.. ولا على عيالك..
اعترضى بقى وقولى (لأ)..
استنى لسه..
شوية ذل..
انتى ازاى ماترضيش تنامى مع اللى دفع فيكى دم قلبه؟ مهر وشبكة وعفش ومقدم ومؤخر؟
يعنى إيه تقولى (لأ) لعلاقة جنسية مع الذكر اللى موفرلك المأكل والمشرب والمسكن؟ واللى ممكن يطردك منه لو حب.. آه يطردك.. مش بيته؟
ده سيدك.. تاج راسك.. سبعك وجملك.. ولى أمرك..
انتى اتجننتى ولا إيه؟
والا تلاقيكى عينك على واحد تانى.. آه أكيد.. طالما مش عاوزة جوزك، يبقى عينك على غيره..
تلاقيكى بتفكرى فيه.. وبتتخيليه.. وده اللى مخلى نفسك مسدودة من جوزك..
يا خاينة يا فاجرة..
هاه..
لسه بتقولى (لأ).. لسه مش فى المود؟
سجن نفسى باسم الشرع.. اللى مستحيل فى حقيقته يسجن نفوس الناس..
استغلال جسدى باسم الزواج.. اللى ماينفعش يقترن بالاستغلال بأى حال..
ابتزاز انسانى باسم الدين.. وهو منه برىء كل البراءة..
تأصيل لعلاقة جنسية زواجية طرفاها فاعل ومفعول.. آخذ ومأخوذ.. يد عليا ويد سفلى.. مش شيء الزوج والزوجة بيعملوه مع بعض وهم الاتنين عاوزينه..
***
ــ «أنا متجوزة من ١٧ سنة، وعمرى ما حسيت بمتعة فى معاشرته، خاصة بعد ما ابتدى يمد إيده عليا من أول شهر ولغاية سنتين فاتوا. بقيت رفضاه واتعلمت أقول (مش عاوزة) وبطلت آجى على نفسى. حاول مرتين تقريبا يغتصبنى بالعافية، وبعدها كنت بموت حرفيًا، وبحس إنى فعلا مغتصبة. ولما كنت بقول أو باعترض يقولولى إنتى اللى وصلتيه لكدا بسبب رفضك. وبقت العلاقة بالنسبة لى أوضة تعذيب، لغاية ما وصلت إنى انفصلت عنه جسديا من أكتر من ٦ شهور. عايشين كدا وخلاص، بس أنا خايفة جدا، بقيت بخاف أبقى فى البيت لوحدى معاه لحسن يعمل معايا بالعافية تانى، وفى نفس الوقت خايفة لأكون باغضب ربنا فى حقه منى، وكل ما بحاول أسامح وأنسى وأبدأ من جديد يعمل مشكلة معايا يقفلنى منه تانى».
ــ «بقيت أكره اللحظة دى، وبحس إنى مذلولة وبتهان باسم الدين. ويا سلام بقى لما حماتى كانت تكلمنى مخصوص من الغربة وتكلف نفسها تمن مكالمة عشان تقولى إن الملائكة بتلعنى وإن حور العين بيدعو عليا. حاجه فى قمة الذل والاستهانة بمشاعرى وصحتى وراحتى النفسية مقابل إن ابنها ياخد اللى هو عايزه وفاكر ان الكام الف اللى دفعهم فى الجوازه دى يخلوه ياخد اللى عايزه وقت ما يحب بدون ما يراعى مشاعرى واحساسى وظروفى. كرهونى فى دينى اللى بيكلمونى بيه كل شوية.. كرهت العلاقة.. كرهت جوزى.. كرهت اهله، كرهت الظلم اللى بيقع عليا.. وفعلا الاحساس بيكون انى بأغتصب بس باسم الدين لأنى متجوزة».
ــ «أعرف جيدا شعور المغتصبة لأن ليلة دخلتى كانت اغتصاب حقيقى سيدى.. ليلة من أسوأ وأسود ليالى حياتى ظل أثرها باقيا معى طوال سنوات زواجى وهو ــ كحيوان ــ لم يكن يأبه لذلك نهائيا.. كنت أشعر بالكثير من الخوف والإرهاق والتعب والضياع. كنت فى أمس الحاجة فقط لمن يربت على كتفى ويحتضننى برحمة ويشعرنى بالأمان ثم يتركنى أنام واستريح ولكن هيها.. هو رجل.. وليس من الرجولة ــ فى قناعته ــ أن يترك امرأته التى أصبح يمتلكها شرعا وقانونا ليلة الزفاف دون أن يفرض نفسه عليها بمنتهى الإصرار والعنف والقسوة ودون أية مراعاة لما تمر به.. اتذكر أننى كنت أبكى وأتألم وأتوسل إليه أن يتركنى ولو قليلا لألتقط أنفاسى.. ولكنه كان كحيوان فاقد السيطرة على نفسه.. لا يرانى ولا يسمعنى ولا يشعر. كل ما يعنيه أن يسعد نفسه دون أى اعتبار لى. ظلت العلاقة بيننا طوال سنوات زواجى عبارة عن اغتصاب.. اغتصاب محمى بالشرع والقانون والتقاليد البالية التى تجبرنى كامرأة على التحمل وعدم الإفصاح لأحد وعدم الامتناع عن زوجى وإلا باتت الملائكة تلعننى.. كان كثيرا ما يتهمنى بالبرود ويسمعنى أسوأ العبارات الجارحة. وصل بى الأمر أنه بمجرد اقترابه منى وبمجرد أن أشم رائحته أشعر بضيق فى النفس وكأن روحى تخرج من صدرى».
ــ «مفيش أسوأ من إنك تعاشر رجل مضطر انك تعاشره، و متقدرش تقول له (لا)، ولا تصرخ، ولا تنفر ولا تظهر انك قرفان منه. مفيش أسوأ من انك تكون مطالب بقبول الاغتصاب فى كل لحظة ومع كل لمسة لأنه بيملكك، وبيقول: كل جزء فيكى ملكى، رغم ان كل جزء دا بيصرخ طول الوقت ويقول لا».
ــ «عشر سنوات من زواجى عشت فيها إنى حرام أقول (لأ) لو مش قادرة عشان ماتلعنيش الملايكة».
***
طب خليك يا دكتور فى تخصصك وبلاش تفتى فى اللى مالكش فيه..
حاضر.. هاخلينى فى تخصصى..
انتوا عارفين إيه الأثار النفسية اللى ممكن تترتب على إن زوج يقيم علاقة جنسية مع زوجته على غير رغبتها وهواها ورضاها التام؟ انتوا عارفين الستات اللى بتتعرض لده بيقولوا إيه فى العيادات النفسية؟ انتوا متخيلين الأمور ممكن توصل بيهم لغاية فين؟
ده أولا بيحسسهم بالقهر والذل وسلب الإرادة.. فى أكثر مكان يفترض انهم يحسوا فيه بجمال آدميتهم ورقة انسانيتهم.. بيتهم.. غرفتهم الخاصة..
ثانياُ بيخليهم يفقدوا علاقتهم بجسمهم.. يفصلوا عنه.. مايحسوش بيه.. مش انت عاوز منى جسمى؟ طب أهو خده.. بس مش هاحس بأى حاجة.. والمقصود هنا مش عدم الإحساس بمشاعر الحب والود والقرب.. لأ.. ده عدم الإحساس الجسدى بالمعنى الحرفى.. جسمها يبطل يحس بأى إثارة أو متعة أو تفاعل على الإطلاق.
ثالثا.. بيخليهم يكرهوا أنوثتهم.. ويتعاملوا معاها على إنها سبب مهانتهم وضعفهم.. بيحسوا ان أنوثتهم خذلتهم.. وجعلت منهم أدوات لا حول لها ولا قوة.. مفعول بها دون أى فعل منها.
رابعا.. بيكرهوا طبعا العلاقة الجنسية.. وكل ما يمت إليها بأى صلة.. بيشوفوها على إنها شيء حقير.. شيء مهين.. شيء مقرف ومقزز..
خامسا.. بيملاهم غضب شديد ــ يأكل أرواحهم ــ ناحية أزواجهم.. شركاء حياتهم.. اللى مفترض يحسوا معاهم بالأمان والارتياح.. لا بالتهديد والغصب..
سادسا.. ممكن يصل بيهم الأمر ــ بكل أسف ــ انهم يكرهوا أنفسهم شخصيا، ويسخطوا عليها، ويشمئزوا منها.. وقد يصل الأمر لأذى النفس بصور متنوعة.. كشكل من أشكال الانتقام.. والعنف السلبى.
سابعا.. كل ما سبق هو طريق ممهد للاكتئاب والقلق.. وما يتبعهم من فقدان الشغف وحب النفس والعلاقة بالحياة.
هو خطوات ثابتة نحو الأمراض النفس ــ جسدية.. حيث يشتكى الجسد ما لا يستطيع أن يشتكى اللسان.
هو بداية مؤكدة لأفكار سوداوية.. وكوابيس دائمة.. واضطرابات مشاعرية وسلوكية لا حدود لها.
إيه رأيك يا سيدى؟
عاوز كده؟
عاوز تنام مع واحدة بتقولك «أنا مش قادرة النهاردة».. لمجرد انك عندك رغبة ملحة؟
عاوز تجبر واحدة على الاستسلام ليك.. حتى لو كانت تعبانة.. زهقانة.. مش حابة الليلة دى، علشان تشبع احتياجك حتى لو على حسابها؟
عاوز تفرّغ هذا الفعل الإنسانى الجميل من جماله ومعناه ومشاعره ورقيه، وتختصره فى (قضاء حاجتك)..
عاوز معاك دمية صماء بكماء لا تصد ولا ترد.. عاوزها تنافقك وتمثل عليك؟
ترضى ده على كرامتك وانسانيتك؟
أنا ماسمعتش فى حياتى شيء أبشع من ربط العلاقة الجنسية بين الزوجين، بإن الزوج بيصرف على مراته.. فماينفعش تقوله (لأ).
ولا شوفت أغرب من الرد على عدم رغبتها وموافقتها، بإنه (بنفس المبدأ) من حقه يقولك: أنا مش هاصرف عليكى النهاردة أو روحى بيت أبوكى الليلة دى..
ولا أغرب من أسوأ (عقد الزواج) على إنه دفع مهر وشبكة وعفش، وصرف على البيت.. فى مقابل.. آه والله (فى مقابل) أن يستمتع الرجل بزوجته..
إيه ده؟!
أمال أروح فين يا دكتور؟ أبص بره يعنى؟
أقولك لا يا سيدى ماتبصش بره.. بس شوف فيه إيه.. قدّر.. اصبر.. صالح.. حلّ.. اتناقش.. اسمع.. استحمل.. استوعب..
ماتعاملش نفسك على إنك كائن لا يستطيع التحكم فى شهوته والسيطرة عليها.. وماتعاملش مراتك على إنها فراغ كونى تلقى فيه بعض فضلاتك.. معندهاش إحساس ولا رغبة ولا إرادة ولا كرامة.
طيب هو من المودة والرحمة يا دكتور إن الزوجة ترفض إقامة العلاقة الخاصة مع زوجها؟
أقولك طيب وهو من المودة والرحمة إنك تعمل العلاقة الخاصة مع زوجتك وهى غير راغبة أوغير مستعدة أو غير راضية؟
الرجولة يا عزيزى هى انك تحترم زوجتك.. مش تمتلكها..
تحترم جسدها.. مش تحتقره..
تحترم آدميتها.. مش تختزلها وتهينها..
وقبلهم.. تحترم نفسك وجسدك وآدميتك..
الرجولة إن زوجتك تدوب من فرط حنانك..
وترغب من صدق حبك..
وتنسى كل التعب من نظرة امتنان واحدة فى عينيك..
وقبلهم.. انك ماتقبلش على نفسك غير كده..
الرجولة أن تضع نفسك مكان الطرف الآخر.. وتتفهم.. وتقدر.. وتعذر.. وتداوى.. وتطيب..
أما ما عدا ذلك.. فهو ذكورة خام.. وذكورية خالصة.. وسادية مطلقة..
نعم..
الاستمتاع بعمل علاقة جنسية على غير رغبة ورضا الطرف الآخر هو السادية المطلقة.. وليس لها مسميات أخرى.
***
• «وأنا طفلة كان والدى بيعمل ده مع والدتى وأنا ببقی نايمة جنبها على السرير وبصحی عالصوت، بس بعمل نفسى نايمة، وببقی أبكى طوال الليل من الصدمة. وبرغم ان الموضوع اتكرر لكنى ما تعودت أبدا. كنت اشوفها كيف بتتألم وبتكره نفسها. كبرت وطوال فترة المراهقة قرفانة من والدى، وكرهته، هلأ بس بتخيل لو تجوزت هاخلى معى صاعق كهربائى حتی ما أسمح لزوجى يعمل فيى هيك».
• «أمى تعرضت للاغتصاب الزوجى على مسمع منى فى الطفوله كعقاب على تصرف أحرج والدى أمام أحد أقاربه. ولضيق المكان كانوا نايمين معانا فى نفس الغرفة، ضربها واغتصبها وفضلت تبكى. وتكرر الأمر، معى اغتصبنى زوجى لكن لم اقاوم كثيرا، كتفنى واغتصبنى بالقوة واستسلمت، وبعدها فضل يضحك وفرحان بانتصاره، وفضلت أبكى وأكره نفسى ازاى مقاومتش. منتهى القرف من جسدى لما بيتم ده بدون رضايا، وكراهيه فظيعه لزوجى ازاى بيحس برجولته وأنا قرفانه كده، والمساومة على السرير مقابل الخدمات والأكل والشرب اللى هى حقوقى وحقوق الأولاد. منتهى الألم.. أصبحت أقول (لأ).. تدربت عليها حتى صارت تهمتى الآن أنى ناشز فى رأى زوجى لأنى أرفض العلاقة. لا يحق لى شيء من لبس أو علاج أو حتى الأكل شفقه منه وكرم اخلاق، ولن يطلقنى، وروحى للمحاكم وهأقدم تقرير إنك ناشز لتحرمى من حقوقك».
***
تطيق الوطء وهى طفلة..
مختونة وهى مراهقة..
مسلوبة الإرادة ــ حتى فى فراشها ــ وهى زوجة..
هكذا يريدونها..
وهذا فقط ما يرضى ذكوريتهم المهزومة..
والتى اختارت أجساد النساء..
لتكون ساحة حربهم الأخيرة..
د. محمـد طـه