ــ دكتور..

بعد إذنك كنت عاوزة آخد رأى حضرتك فى موضوع جواز بشكل عقلانى شوية. هو مسافر احدى دول الخليج، ولظروف شخصية مش هينزل مصر، فعاوز يخطبنى وأروحله هناك وانا عروسة. باباه هو وكيله فى كل حاجة، يعنى هو إلى هايجبلى الشبكة، ولما آجى أسافر هسافر معاه. هو كان بيدور على عروسة وصديقة ماما رشحتنى ليه.. هم باين عليهم ناس محترمة ويعرفوا ربنا. وهو هايستأذن بابا اننا نتكلم قبل الخطوبة عشان نشوف فيه قبول واللا لأ.. باباه نازل مصر قريب وهانتعرف عليه، بس أنا مش عارفة أفكر فى ان واحد مشوفتهوش أصلا وأسافرله ونتجوز. أنا عارفة انها بتحصل عادى، بس رأى حضرتك يهمنى جدا.. وآسفة على الإطالة.

ــ أختى العزيزة..
حاسس بيكى وبكمية الحيرة اللى موجودة فى كل سطر فى رسالتك.. هاحاول أوضحلك بعض الأمور فى موقفك الصعب.. وأكيد هاتكونى انتى صاحبة الرأى والقرار.. مش أنا، ولا أى حد تانى..
أنا شايف إن الاختيار الحقيقى هنا هو اختيار بين احتياجاتك (كما تشعرين بيها).. وبين حقوقك (كما ترينها).. يعنى انتى محتاجة تتجوزى، ومحتاجة تعيشى حياتك مع إنسان طيب ومحترم ويعرف ربنا، ومحتاجة حياة مستقرة ومناسبة.. وفى نفس الوقت، انتى من حقك تشوفى اللى هاترتبطى بيه وجهًا لوجه.. ومن حقك تقعدى وتتكلمى معاه وتعرفيه بالشكل اللى يطمنك ناحيته.. ومن حقك تحسى انه مختارك انتى لذاتك ولشخصك، مش علشان هو كان بيدور على (عروسة).
أنا أعرف ناس اتجوزوا بالشكل ده ودلوقت هم أزواج سعداء جدا.. الجواز كان بالنسبة لهم إطار انسانى مناسب لعمل علاقة جيدة جدا.. وأعرف ناس اتجوزوا بالطريقة دى برضه وماكملوش شهور ثم انفصلوا، لأنهم اكتشفوا ان تصوراتهم (التليفونية) عن بعض مخالفة تماما لحقيقتهم على أرض الواقع..
نصيحتى ليكى هى عمل التوازن اللازم بين احتياجاتك (كما تشعرين بها) وبين حقوقك (كما ترينها).. يعنى ممكن تلبى احتياجاتك.. بس من غير ما تتنازلى عن حقوقك.
لو حاسة انك مش هاتقدرى ترتبطى بواحد من غير ما تشوفيه وتقعدى معاه بشكل كافى، اطلبى ده، وهو يتصرف.. ينزل مصر مخصوص.. ياخد اجازة.. تتقابلوا أونلاين فيديو.. أو غيره.. لو حاسة إنك محتاجة وقت أطول للتعرف عليه، اطلبى ده.. مهما كان طول هذا الوقت.. ولو حاسة ان الطريقة دى برمتها مش عاجباكى أو مناسباكى، ماتكمليش فيها، وماتجيش على نفسك.
وفى كل الأحوال.. مهم يكون فيه بينكم قبول بشكل يرضيكى.. وكلامك معاه مرة واتنين وتلاتة يكون مطمئن ليكى.. وكل خطوة تخطيها فى هذا الموضوع تكونى مرتاحالها وراضية عنها.
ربنا معاكى..

د. محمـد طــه