(1)
ــ السلام عليكم.. أنا مش بشتكى ولا باخد أعذار، أنا الحمد لله قدرت أعدل حياتى زى ما أنا حاباها تكون. عندى حلمى وبسعى ليه واخواتى، واتنين من صحابى عوضونى عن بابا وماما اللى عايشين ووجودهم زى عدمه.. أنا اخترت اتكلم لعلى أجد الحل.. عندى أمل ولو ٢٪ إن حضرتك تجاوبنى عن أسئلتى..
أنا حياتى تعتبر بدأت من سنه واحده بس، من أول ما بعدت عن أهلى وروحت لحلمى (كليتى والمدينة الجامعية) وحياه مستقره. مريت بظروف صعبة جدا فى حياتى من قسوة ابويا وضربه ليا وتشكيكه فى قدراتى، وانه يمسك فى أى غلط. كان دايم النقد رغم ان انا كنت بطلع الأولى دايما فى دراستى. أنا فاكره كلامه كويس جدا من «انتى فاشله»، «أنا لو باشرح للحيطه كان زمانها فهمت»، وان لما اطلع الأولى دا الطبيعى لكن لما اكون التانيه انا اجرمت، ونفس الحال لما أنقص نص درجة، ده غير الزعيق والضرب المبرح لأمى اللى كان بيحصل قدامى. أنا شفت أبويا ماسك السكينه لأمى ورافع عليها الأنبوبة وأنا كان عندى ٥ سنين. وباتضرب بالخشب وخرطوم الحنفيه كان بيتقطع لى مخصوص. وعارف ليه؟ عشان جاوبت صح! آه والله العظيم زى ما بقول كدا بالظبط، أبويا بيتحجج بأى حاجه عشان يضرب او يزعق.
عامة دا كله مش فارق معايا لأن أنا اتعودت واتأقلمت خلاص، بس المشكله تأثيرات ده سنين ثانوى والفتره اللى قبل تقديم المدينة كانت صعبة جدا، أنا مش عارفه كان ايه اللى بيحصل معايا تحديدا، بس أعتقد انه مرض نفسى. كنت من أولى ثانوى مش بعرف اذاكر ولا اروح الدروس، ولازم أعيط كل يوم عشان اعرف انام. وصلت لتالته ثانوى والموضوع زاد جدا وفكرت فى الانتحار، لحد ما الفكره دى اختفت.
لكن بقى عندى فكرى غريبه، ان انا عايزه حد يضربنى او يإذينى، لازم أتوجع، جبت مشرط وعورت نفسى، كنت مبسوطه، وعديت كل دا بشكل ما وخرجت صافى من الثانوى وبحمد ربنا ماشلتش مواد.
حاليا أنا بيجيلى حاجه شبيهه بنوبة الهلع، تشنجات لا اراديه او متلازمة حركه مش عارفه احدد، فى دراعى ورجلى ورقبتى، وبخاف فى ايام بدون سبب، وقلبى بيدق بسرعه وبيوجعنى وجع رهيب، وسنانى بترجف.
انا عايزه احمى امى واخواتى يا دكتور واعالج نفسى.. أنا بحب ابويا وعذراه وماعنديش مشكله معاه.. لكن انا عندى ١٨ سنه وعايزه اضمن حق اخواتى اللى مالهومش غيرى دلوقتى. دلنى اعمل ايه انا خايفه ومحتاره جدا.
(2)
ــ سلام عليكم يا دكتور ممكن مناقشة فى مشكلتى من غير اسم..
أنا عندى 21 سنة ووالدتى لسه بتضربنى ولو عملت حاجة مش عاجباها من وجهة نظرها أو قفلت معناها انى قليلة الأدب ومليش لازمة زى ما عاشت تسمعنى طول حياتى، مجرد ماتيجى تقوللى همسكك هجيبك من شعرك وأحطك تحت رجلى، وتبدأ تمسكنى وتأذينى وتحاوطنى، بقيت دلوقتى أصدها وأبعدها عنى بأى طريقة، هى شايفة انى كده عاقة ومشوفتش ريحة التربية، بما أنها خدتها بمعنى انى بأرد الأذى وأنا مجرد بدافع عن نفسى، ازاى تقنع اللى فاكرين نفسهم شاريانا اننا مش عبيد وحلال ثم حلال اننا ندافع عن نفسنا – ده أتأكدت منه عشان متوصلش اننا نموت فى ايديهم.
(3)
ــ سلام عليكم.. أنا عرفت أن حضرتك بترد على الرسايل يوم الاحد..
أنا عندى 19 سنة، من وانا فى ابتدائى مالقيتش أهلى بيحبونى أو يهتموا بيا، كنت بحكى لصاحبتى فى ابتدائى دايمًا، هى صاحبتى دى لسه معايا بس أنا مابقتش أعرف أحكى ليها عشان بخاف على منظر أهلى قدامها.
بابا دايما بيتخانق معايا وبيشتمنى وبيضربنى وعمره ما سمعنى، وساعات بيقولى أنا باكرهك. وماما عمرها ما قالتلى انها بتحبنى أو بتحن عليا أو اهتمت بيا أصلا، ودايمًا بتخلينى مش واثقة فى نفسى، بس أحيانا باقول السبب بابا، لأن برضه دايما بيشتمها ويتعصب عليها ويقلل منها. وأنا كتير بدافع عنها وبارد عليه لأنى مش بقدر استحمل وبتصعب عليا أوى لما باشوفها دايمًا بتعيط.
أنا قرأت كتب حضرتك، ومنها عرفت ان تربيتهم لينا غلط، أنا دلوقتى فى تانية كلية وأعانى من نفس الموضوع، بس مابقتش قادره استحمل، مابقتش عارفه أفرح. حتى قولت هاروح لدكتور نفسى ف مستشفى الجامعه من غير ما يعرفوا، بس خايفه أكون باعمل حاجه غلط أو حرام. فيه حاجات مش عارفه أحكيها لأن الرسالة هتبقى طويلة وممكن حضرتك متقرأهاش.
آسفه لو طولت على حضرتك، وأتمنى حضرتك ترد عليا بس وتقولى أعمل إيه.
…
لكل اللى بعتوا الرسايل دى.. ولكل اللى بيبعتوا رسايل زيها أو شبهها..
لكل اللى اتألموا واتوجعوا من أخبار وأحداث وصور الأسابيع الماضية الخاصة باساءات بعض الآباء والأمهات لأبنائهم وبناتهم..
ولكل اللى اتصدموا من تعليقات كثير من عينة «ما كلنا اتضربنا واحنا صغيرين وطلعنا زى الفل أهو»، أو «ده انتى عايزة ضرب النار»، أو «احنا بابا كان بيربطنا من ايدينا ورجلينا فى السرير وينزل ضرب بالحزام أو الخرطوم ولا حد كان يقدر ينطق ولا يطلع من باب البيت»..
ولكل اللى اتزلزلوا من جواهم نتيجة استخدام بعض النصوص الدينية بشكل قاصر ومختزل وسيئ الفهم لتبرير كل ده.
أرجوكم.. اقرأوا..
من أكتر المناطق الشائكة فى العلاقات الإنسانية.. علاقة الشخص بوالديه.. وفى العلاج النفسى، المنطقة دى بيكون حواليها طبقات كتير جدًّا من الوجع أحيانًا.. واللخبطة أحيانًا.. والشعور بالذنب أحيانًا أخرى..
كل الأديان بتدعو لطاعة الوالدين.. وبرّهما.. وخفض جناح الذل من الرحمة لهما.. وده طبعا حقهم بلا جدال. بس لو حد من الوالدين دول قاسى.. مؤذى.. مشوِّه نفسيًّا لأولاده؟ لو حد منهم مضطرب.. مش متزن.. مختل؟
لو أب بيصبَّح ولاده بعلقة، ويمسِّيهم بشتيمة.. أو أم بتتعامل مع أولادها على إنهم ما زالوا داخل رحمها، ومش عاوزاهم يطلعوا يِشمّوا نفسهم ويكبروا ويعيشوا حياتهم.
لو أب عاوز ابنه يكون مشروعه الخاص.. ويحقق أحلامه الشخصية من خلاله.. أو أم مش بتحس باحتياجات أولادها النفسية وبتنكرها عليهم، زى ما بتنكرها على نفسها. بلاش كده.. دا فيه أب كل علاقته بالأبوة هى خانة الزواج اللى فى البطاقة.. وأم من كتر كرهها لنفسها كرَّهت أولادها فى نفسهم.
والأب اللى بيحرم بناته من التعليم، واللى بيدخَّل ولاده كلية معينة غصب عنهم، واللى بيدفن أنوثة بناته من سن ثلاث سنين. والأم اللى بتبلع ولادها وتخوفهم من كل العالم علشان يفضلوا جنبها، واللى بتسمح لأولادها إنهم يتطاولوا على بناتها فقط لأنهم (ذكور)، واللى تعلّم بناتها إن وظيفتها فى الحياة هى فقط خدمة زوجها والسماح له باغتصابها كل ليلة باسم الزواج.. وان ده أهم من شغلها وتعليمها ووجودها نفسه.
طيب والأب اللى بيعتدى على بناته جنسيًّا.. والأم اللى مش بتحمى بناتها وتصدقهم وتدافع عنهم، لو البنت جت وقالت لها إن حد لمس جسمها.. بالعكس.. دى تلومها وتضربها وتقول لها «اخرسى بلاش فضايح».
طيب واللى بيربوا أولادهم على الإحساس بالذنب، ويزرعوه فيهم ويسقوه ويكبروه لغاية ما يلتهمهم.. واللى يتفننوا فى استفزاز أولادهم لغاية ما يقربوا يكفروا بنفسهم وبالحياة وبربنا..
واللى يقولوا لأولادهم كل يوم إنهم جم غلطة، أو إنها جت بنت وكانوا عاوزين ولد.. واللى يحرجوا أولادهم قدام الناس.. واللى يقارنوا بينهم وبين بعض، أو بينهم وبين زمايلهم وقرايبهم وجيرانهم.
ده غير الضرب والتكتيف والحبس واللسع بالنار وشد الشعر، وغيره من العقاب النفسى والجسدى اللى أقل ما يوصف به إنه غير آدمى.. واديكوا قريتوا الرسايل..
وقبل كل دول، الأب والأم االلى عاوزين يفصَّلوا أولادهم على مقاسهم.. ويخلوهم نسخ مشوهة مزيفة من أنفسهم.. يكتموا صوتهم.. ويحرموهم من تلقائيتهم.. ويطفوهم ويطبقوهم ويسرقوا أرواحهم منهم.
وبعد كل دول، الأب والأم اللى بيختاروا لابنهم مراته، ولبنتهم جوزها على غير رغبتهم.. واللى بيبوظوا جوازات ولادهم.. واللى بيجبروا بنتهم انها تكمل فى جوازة مليانة أذى وذل وإهانة.
وقصاد أى اعتراض أو رفض من جانب الابن أو البنت، يُشهر الوالدين على طول فى وشهم سلاح (بر الوالدين)، و «لو ماسمعتش كلامى أنا مش راضى عنك»، و«شوف هيجرى لك إيه فى حياتك لما اغضب عليك»، و«انت ابن عاق علشان بتقول لى لأ».. فيحس الأبناء بالذنب.. ويتكسروا من جواهم.. ويضطروا لمزيد من الانحناء.. والانطفاء.. والنزيف النفسى البطيء.
وأصعب ما فى ده كله.. إنك تجد من يبرره ويعطى له الضوء الأخضر زورا وبهتانا باسم الدين، وباستخدام نصوص دينية مقدسة، وتحت لافتة كبيرة عنوانها التربية والتقويم.
أنا سمعت بودانى الولد اللى بيقول: «أنا مش عايز أى حاجة من أبويا غير إنه يعاملنى على إنى بنى آدم».. والبنت اللى بتقول: «أنا لما باشوف بنت مش خايفة من أبوها، ومش حاسة منه بالتهديد، أنا باحسدها».
نعمل إيه بقى فى ده كله؟
نقول لهم اسمعوا الكلام؟
قولى لبابا حاضر يا حبيبتى.. اعتدى عليا يا بابا كمان وكمان؟
قول لماما حاضر يابنى.. مش هاكون نفسى وهاكون زى ما انتى عاوزه يا ماما؟
نسيبهم يدفنوا نفسهم؟
نشجعهم على التشويه والوأد وسرقة الروح؟
هو ده يرضى ربنا؟ هو ربنا عاوز كده؟
فى الحقيقة لأ.. وألف لأ.. بل مليون لأ.
بر الوالدين مش معناه أبدًا إنى أسمح لهم يشوهونى ويؤذونى نفسيًّا أو جسديًّا.. ومش المقصود بيه خالص إنى ألغى نفسى وأكون نسخة تانى من حد غيرى. ومش هو إطلاقًا إنى اغمّض عينى عن إحساسى وفهمى وتقديرى الخاص للأمور، على حسب ظروفى وواقعى.
بر الوالدين مايكونش بإن الأبناء والبنات يدفنوا نفسهم، أو يكرهوا أنوثتهم، أو يشوهوا رجولتهم، أو يفسدوا علاقتهم بجسمهم.
بر الوالدين ماينفعش يسحق وجودى.. ويسلبنى إرادتى.. ويحرمنى من نفسى الحقيقية الفطرية.. ويعيّشنى طول حياتى بنفس مزيفة، كل وظيفتها التأقلم مع هذا الكبت وذاك السواد.
البر الحقيقى للوالدين هو إنى أكون نفسى.. وماكونش مسخ بشرى يمشى على الأرض بسببهم، أو بسبب غيرهم.
البر الحقيقى للوالدين هو إنى يكون ليا اختياراتى فى الحياة، اللى ممكن جدًّا تكون مختلفة عن اختياراتهم فى الحياة.. وده حقى.
وبالمناسبة.. النجاح الحقيقى للتربية.. هو إن أبنائى يطلعوا مختلفين عنى.. مش نسخة مكررة باهتة منى.
البر الحقيقى للوالدين هو إنى أقول لهم (لأ) عند اللزوم.. (لأ) عند الأذى.. (لأ) عند الظلم والتشويه والافتراء.
الوالدين بشر.. والبشر يخطئ ويصيب.. ويقوى ويضعف.. وينجح ويفشل.. ويَعدِل ويَظلِم.
الوالدين ممكن ذكاؤهم يخونهم.. وتفكيرهم يستهويهم.. ورؤيتهم تكون قاصرة فى بعض الأحيان.
الوالدين ليهم طاقة.. وقدرة.. وحدود.
الوالدين مش آلهة.. الوالدين بنى آدمين.. ويسرى عليهم كل ما يسرى على البنى آدمين.
وإذا كان أى حد بيسيء استخدام الدين زورًا وبهتانًا، علشان يدى تصريح لنفسه أو لغيره بفرض سطوته على أبنائه وحرمانهم من آدميتهم.. فالرد والدفاع برضه موجود فى الدين، بشكل لا يقبل أى لبس أو خلط.
طيب.. و«ولا تقل لهما أُفٍّ ولا تنهرهما»؟
طبعًا.. من دون جدال.. ماحدش قال كده.. إنى أقول (لأ) بكل أدب واحترام، غير إنى أقل أدبى وأتأفف وأطول لسانى وأنهرهما.
طيب.. «وبالوالدين إحسانًا»؟
جدًّا جدًّا.. بس الإحسان مش معناه الطاعة العمياء والسماح بالتشويه والظلم والأذى.. بالعكس.. قمة الإحسان هى إنى أكف الظالم عن ظلمه: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، قالوا يا رسول الله كيف أنصره ظالمًا؟ قال: تحجزه عن الظلم، فذلك نصرك إياه».. وأنا بكده باكون فى صفّه، وباعمل لصالحه.
والأوضح والأكثر مباشرة من كل ده، هو قوله تعالى: «وإن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفًا». والتفسير مستحيل يكون قاصر على إن الدعوة للشرك معناها إن حد فى القرن الواحد وعشرين يطلب من ابنه إنه يعبد النار مثلا.. لا.. المعنى أوسع من كده بكتير. وأرى إن أهم تفاسيره إن الأب والأم ماينفعش يطلبوا من أولادهم إنهم يتعاملوا معاهم هم شخصيًّا، على إنهم آلهة مقدسة.. لا تخطئ ولا تذل ولا تنسى.
هو فيه شرك أكتر من أب عاوز يخلى نفسه إله يأمر فيطاع؟
هو فيه شرك أكتر من أم تتعامل مع أبنائها على إنها إلهةَ تعلم ما لا يعلمه أحد؟
هو فيه شرك أكتر من أب وأم، بيتصوروا إنهم ملكوا أولادهم ومن حقهم يعملوا فيهم اللى هم عاوزينه؟
أنا مصدق إن ده أحد مستويات (ما ليس لك به علم).. مش بس عبادة الأوثان والأصنام والنار والحجارة.
وماننساش أبدًا إنه «لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق».. ومافيش معصية أكبر من تشويه النفس واستباحة حرمتها ووأدها بالحياة.
وماننساش كمان الراجل اللى راح لسيدنا عمر بن الخطاب يشتكى له من عقوق ابنه، وبعد ما سيدنا عمر سمعه وسمع ابنه قاله: «جئت إليّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقّك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك».
نحطهم جوه عنينا.. لكن عند التشويه.. نقول لهم (لأ).
نرفعهم فوق راسنا.. لكن عند الظلم.. نوقفهم.
نشيلهم من على الأرض شيل.. لكن عند الأذى.. من حقنا نحمى أنفسنا.
التعامل معاهم على إنهم بشر، يخطئ ويصيب وينجح ويفشل ويضف ويُقصر، هو أول وأهم خطوة فى مساعدتهم على الرؤية.. ومنحهم حق المساعدة.. ووضع أقدامهم الكريمة على طريق التغيير.. اللى هم أحق وأولى الناس بيه.. لأنهم غالبًا قاسوا فى حياتهم أكتر مما قاسينا.. واتأذوا فى نفوسهم أكتر مما اتأذينا.. واتشوهوا أكتر ما اتشوهنا.
كفاية أمراض نفسية مالهاش أول من آخر..
كفاية جنون وانتحار وقلق وتوتر واكتئاب واضطرابات فى الشخصية..
كفاية أخبار وصور وحوادث تقشعر لها الأبدان كل يوم..
ايه تانى أكتر من حد حاسس بالذنب إنه عاوز يتعالج نفسيا من اساءات والديه؟
ايه أبشع من واحدة من كتر ما اتعودت على الألم والوجع من أبوها وأمها ــ أقرب الناس ليهاــ بقت تجيب المشرط وتجرح نفسها، وتحس مع ده باللذة والسعادة؟
ايه أصعب من حد مابقاش عارف يفرح؟
خلونى أفكركم بجزء من بيان النائب العام المصرى المحترم على إحدى الحوادث الأخيرة: «وتهيب النيابة العامة بأولياء الأمور أن يرفقوا بالقوارير، أن يمنحوا بناتهم قسطا من أوقاتهم، أنصتوا إليهن، وشاركوهن آلامهن وآمالهن، اطمئنوا وطمئنوهن…»..
والكلام يسرى بالطبع على الأبناء من الذكور.
رفعت الأقلام.. وجفت الصحف..
د. محمـد طــه