السلام عليكم يا دكتور محمد..
أنا عندى سؤال مختصر جدا.. بس حقيقى محتاجة إجابة من حضرتك لأنى بدأت أتعب جدا وأشك فى نفسى..
أنا بيحصل معايا بشكل متكرر إنه يتقدملى حد ينبهر بيا وبشخصيتى (بيبقى ده من صورى وبوستاتى على الفيس وسؤاله للناس عنى أو تعامل بسيط بينا مثلا). بيقعدوا يشكروا فيا جدا وأد إيه لقوا اللى بيدوروا عليه وإن مفيش منى اتنين وإنى أد إيه شخصية جذابة..
بعدين بيبدأ الحوار كله يتمحور حوالين:
ــ لو اختلفنا فى الرأى هتعملى إيه؟
ــ علاقاتك بزمايلك الأولاد شكلها إيه؟
ــ إنتى هتستحملى الممرمطة لو ظروفى المادية بقت صعبة ولا لاء؟
ــ هو إنتى شايفانى الشخص المناسب ليكى ولا لاء؟
أنا إجاباتى بتكون فى حدود المنطق، يعنى بقول إنه لو اختلفنا هنتناقش ولو رأيه صح أكيد هقتنع بيه وأنفذه، إن علاقتى بزمايلى فى الشغل وبس لكن أنا بتعامل معاهم عادى يعنى، إنى مش حد فرفور لأ أنا باستحمل الظروف الصعبة بس بشرط أن الشخص اللى قدامى يكون مقدرنى فعلا، بقول مثلا المميزات اللى شايفاها فى الشخص لكن بقول إن القرار مش بيتاخد من أول مقابلة كده..
طبعا مش محتاجة أقول لحضرتك إن كلهم بيمشوا، أو بلاقى منهم معاملة فيها تجاهل متعمد، وطبعا أنا اللى بانهى الموضوع ساعتها. أنا بس مش قادرة أفهم أنا كلامى بيبقى فيه إيه غلط؟ وإزاى بيطلعوا بيا السما كده وبعدين يتحولوا التحول الرهيب ده؟
أنا بقرأ كتير جدا، الحمد لله متدينة، اجتماعية، ناجحة فى شغلى وباحضر ماجستير، راضية عن شكلى الحمد لله.. بس بجد كل ده بدأ يأثر عليا جدا.
عزيزتى..
عارفة إيه المؤلم فى رسالتك؟
هو إنك بدأتى تشكى فى نفسك.. والحقيقة أنا عاذرك جدا.. علشان لما يتكرر نفس الفعل أو نفس الموقف من أكتر من شخص.. ده بيخلينا كتير نراجع نفسنا.. ونعيد النظر ليها.. أحيانا بالشك.. أحيانا باللوم.. وأحيانا بالحيرة..
لكن يا عزيزتى.. ماتخليش الكترة تغلب الشجاعة.. ماتخليش كترة التشابه تغلب شجاعة الاختلاف.. وماتخليش السائد والمنتشر يغلب المنطق والبديهة.. وبرضه ماتخليش المتاح والموجود يغلب فطرتك وطبيعتك الرافضة للتشويه..
كل إناء ــ أختى الكريمة ــ ينضح بما فيه..
يعنى اتعلمى ــ ببساطة شديدة ــ إن كل سؤال هو بيعبر فى أصله وحقيقته عن عقلية، وتكوين، وشخصية سائله..
اللى يسأل سؤال زى: «لو اختلفنا فى الرأى هتعملى إيه؟» بيبحث ــ غالبا ــ عن اللى يقدر يفرض رأيه عليها عند الاختلاف، ولما تكون إجابتك «نتناقش»، فده بالنسبة له تهديد، وده يفسر إنه بعد كده بيتغير ناحيتك، ويمشى.
اللى بيسأل: «علاقاتك بزمايلك الأولاد شكلها إيه؟» بيكون ــ غالبا ــ من جواه مش واثق فى نفسه، ومش متطمن ليها، فيخاف تبصى لحد غيره، أو تميلى لحد سواه، ويتطور الأمر لعلاقة أخرى، وكأنه عارف من جواه إنه (مش كفاية).. وإجابة «بتعامل معاهم عادى» هاتؤجج بالتالى نار الشك داخله.. وتدوس على جرح ثقته بنفسه.. وتخليه يتغير ناحيتك.. ويطلع يجرى..
طبقى ده بقى على باقى الأسئلة، وباقى الإجابات..
إنتى بتوصفى نفسك إنك بتقرأى كتير، والحمد لله متدينة، اجتماعية، ناجحة فى شغلك وبتحضرى ماجستير، وراضية عن شكلك..
يا عزيزتى..
الصفات دى لا تجذب سوى الرجال الحقيقيين.. أما عداهم.. فيفرون منها فرارهم من الأسد..
ماتشكيش فى نفسك تانى..
اسمعى إحساسك.. وصدقى فطرتك..
تحياتى
د. محمــد طــه