زى ما اتفقنا ان فيه أربع صور/نماذج/ مراحل لوجود المرأة فى عقل الرجل.. فيه برضه أربع صور/نماذج/ مراحل لوجود الرجل فى عقل المرأة..
كل فتاة أو امرأة بتنجذب لصورة منهم على حسب درجة نموها النفسي، وتطور عقلها ووعيها..
النموذج الأول هو الراجل ملفت الأنظار جسدياً.. ممشوق القوام.. اللى جسمه رياضى وعضلات وحركات.. اللى يفتن بشكله وبنيانه وقوته الجسدية.. الراجل اللى مقطع السمكة وديلها.. المخربش المدقدق.. اللى بيعرف يلف ويدور.. شايف نفسه حبتين.. وحاسس باستحقاق مبالغ فيه أحياناً.. رجل زئبقى لولبى مخترق للقواعد والقوانين.. راجل مالهوش مسكة ولا ليه أول ولا آخر.. يجيد كمية هائلة من الألاعيب النفسية.. اللى يشد بيها عيون المراهقات.. ويلعب بيها بعقول البنات.. ويحطم بيها قلوب العذارى..
أيوه.. فيه شريحة كبيرة من البنات بتنجذب.. بل بتهيم بالراجل ده هياماً.. وهانتكلم عن تفاصيل القصة دى بعدين..
النموذج التانى.. هو الراجل.. اللى ينفع يفتح بيت.. ويقدر يتحمل مسئولية عائلة.. راجل دماغه منظمة.. مبادر.. عارف هو عاوز إيه.. وبيخطط ويسعى يوصل له ازاى.. راجل داعم للست اللى معاه.. سند حقيقي ليها.. ضهر صلب للبيت وللأولاد.. راجل بينكر ذاته.. ويؤجل احتياجاته الشخصية.. ومعندهوش أى مشكلة إن امرأته تكون ناجحة ومستقلة وليها شخصيتها ودخلها الخاص وعلاقتها الاجتماعية.. رجل يوفر الحماية والأمان.. سوبرهيرو واقعى على الأرض كل يوم.. سوبر هيرو كزوج.. وسوبر هيرو كأب..
وعلى فكرة النموذج ده جاذب لشريحة كبيرة جداً من النساء لأنه بيمثل التجسيد الواقعى للاستقرار والمسئولية والالتزام ناحية البيت والأسرة.
الرجل الثالث.. ده الراجل صاحب الفكر (خد بالك.. الأول كان صاحب الجسم.. التانى صاحب الفعل).. ده راجل دماغه متكلفة.. ذكى.. موهوب.. يعرف يفكر ويناقش ويستنتج.. يعرف يصيغ ويعبر.. راجل مبدع وملهم ومبتكر.. جاذبيته مش بس (ومش لازم) فى جسمه أو فى فعله.. لكنها -وبشكل خاص جداً- فى عقله.. عقله جذاب بمعنى الكلمة.. أفكاره متوهجة طول الوقت.. وابداعه مثير وملفت وأخّاذ..
الرجل الرابع والأخير.. ده بقى الراجل اللى لما تقعد معاه اللى بتحبه.. تحس انها اتصالحت مع نفسها.. وان أجزاء روحها المبعثرة اتلمت، واتلملمت، والتأمت من جديد (من الالتئام).. مش بس اتلمت واتلملمت والتأمت من جديد.. هى بتتلم وتلتئم من جديد على مستوى أعلى فى كل مرة بتكون معاه..
ده راجل بيمهد للمرأة طريق النضج النفسي والعقلى والروحى.. بيفك شفرة روحها.. ويفتح أبواب نفسها المغلقة.. ومش بيعمل ده بجاذبية جنسية.. أو باغراءها باللى يقدر يعمله أو يشيله عنها.. ولا بابهاره العقلى وذكاؤه الشديد.. لأ.. هو بيعمل ده بمجرد وجوده.. نوعية وجوده.. هو عنده نوعية وجود هادئة.. ساحرة.. حكيمة.. مُلهِمة.. مُغيرة.. تصور حد مجرد وجوده ممكن يغيرك..
الرجل الأول بيشبهوه برجل الغابة.. طرزان..
الرجل التانى.. رجل البيت..
الرجل الثالث.. رجل الكلمة..
الرجل الرابع.. رجل المعنى..
تانى..
كل امرأة على حسب درجة نضجها ووعيها.. بتنجذب لأحد هؤلاء الرجال..
اللى بتدور على النوع الأول.. بتدور على مغامرة عاطفية.. اشباع غرائزى يرفع مستويات الدوبامين عندها لأعلى مستوى (رغم انه بينزل بسرعة الصاروخ بعد كده)..
عاوزة تحس انها انتصرت على كل البنات اللى عرفهم الراجل ده قبلها (وأحياناً معاها فى نفس الوقت- وهى عارفة).. بتبقى مبسوطة بشخص مختلف متمرد مغامر.. قادر يكبح جماحها.. ويفرض سطوته عليها.. ويخطفها (من نفسها) بمزاجها وخاطرها وإرادتها..
اللى بتدور على النوع التانى.. بتبقى عاوزة تحقق نفسها، فى وجود راجل داعم وحامى ومحتوى.. عاوزة تشتغل وتكبر وتنجح.. مع رجل مطمنها وساندها وشايل عنها.. راجل يعرف يتصرف.. يتحمل المسئولية.. يحل المشاكل.. يوفر الحب والأمان.. ويمهد ليها طريق الحياة.. بشجاعة.. ونُبل..
اللى بتدور على النوع الثالث.. دى بقى عاوز تطور عقلها ووعيها.. عاوزة تتعلم.. عاوزة توسع مداركها وتفتح لنفسها آفاق معرفية جديدة.. عاوزة حبيب تتطلع إليه Look up to him.. تتعلم منه.. تنبهر بفكره وعقله وذكاؤه.. أهم من كونه أب.. وأهم من كونه زوج.. دى امرأة تثيرها الأفكار.. ويغويها العلم والثقافة.. امرأة تشتاق لكتاب.. وتفتتن بمقال.. وتلمع عيناها أمام ادراك جديد.. امرأة تصيبها المناقشة المبدعة بشبق لا يوصف.. ولا تُطارَح الغرام قبل أن تطارَح العقل.. بيسموها أحياناً Sapiosexual (تنجذب جنسياً للذكاء)..
أما اللى بتدور على النوع الرابع.. فدى عاوزة تلاقى.. لأ.. هى مش عاوزة تلاقى.. هى عاوزة تخلق معنى لحياتها.. وبتدور على اللى يساعدها فى ده.. دى مش عاوزة مغامرة عاطفية جسدية.. ولا عاوزة أرض صلبة تقف عليها.. ولا عاوزة تلاقح عقلي ممتع.. لكنها محتاجة وعايزة ومقررة تتجاوز كل دول.. وتوصل -مع من يستحق ذلك- إلى نفسها الحقيقية..
هى طبعاً بتستمتع جسدياً، بس ده مش آخرها.. وبتطمن نفسياً، بس مش بتقف هنا.. وأكيد بتنتشى عقليا، بس دى مش حدودها.. انما كل دول.. بيكونوا خطوات أولية ومبدأية لما هو أكبر وأعظم وأجمل.. المتعة الجسدية بتوصلها لسمو روحى.. والاطمئنان والأمان النفسي بيوصلوها لتصفية وجدانية عميقة.. والنشوة العقلية تتحول لجزء بسيط من نشوة روحية شاملة وكاملة..
الرجل بالنسبة لهذه المرأة هو دليلها فى الطريق.. هو الوتد التى بتستند عليه نعومتها ورقتها وعذوبتها.. وهو ملهمها ومعلمها الروحى..
إيه ده.. مش دى شبه صوفيا (اللى وصفناها فى المقال السابق)؟
بالظبط.. دى صوفيا in progress.. صوفيا وهى بتتكون..
الأربع أنواع دول.. والأربع درجات من الانجذاب.. ممكن يبقوا أربع مراحل للتطور النفسي والنضج العقلى والروحى للمرأة.. وكل واحدة وشطارتها.. وكل واحدة ورحلتها..
فيه واحدة بتتشد ل (الباد بوى).. التوكسيك.. اللى يخلى أى بنت تبقى attached.. لكنه هو شخصياً Never attached..
فيه واحدة بتدور على زوج طيب ابن حلال.. يصونها ويراعيها ويحميها..
فيه واحدة تنبهر بالكاتب.. الأستاذ.. المفكر.. الفيلسوف.. المحاضر.. الباحث..
وفيه واحدة مايملاش عينيها غير بنى آدم خاض رحلة حياتية عميقة.. بدأت بالعادية والبشرية.. وانتهت بالارتقاء والروحانية.. رجل مشى مشوار انسانى حقيقي.. جذوره فى الأرض.. وفروعه وصلت عنان السماء..
رجل تعلم كيف يحترم جسده.. ولا يكف تزكية نفسه.. رجل يسعى لتطوير عقله بلا حدود.. رجل يمر بولادة روحية جديدة كل يوم..
إيه رجل يمر بولادة دى؟
أيوه.. ما هو الراجل ده.. فيه من الأنوثة اللين والود والقرب..
زى ما اللى بتدور عليه.. هايبقى فيها -من خلاله- الشجاعة والحسم ومواجهة الشدائد..
فمنتهى تطور المرأة.. هو اندماجها مع الجزء الرجولى الحقيقي داخلها..
ومنتهى تطور الرجل.. هو اندماجه مع الجزء الأنثوى الحقيقي داخله..
معلهش.. حقك عليا.. الكلام يمكن يكون صعب شوية..
بس هو كده بجد..
***
زى ما كل نماذج المرأة اللى اتكلمنا عنها قبل كده بيكون ليها شكل أو مثال معين فى عقلنا الجمعي.. وفى الدراما.. والفن والشعر والأغانى.. برضه نماذج الرجل (كما هى فى عقل المرأة) ليها أشكال واضحة ومعروفة فى عقلنا الجمعى.. والدراما والفن والشعر والأغانى..
النوع الأول ده جيمس بوند.. جاك سبارو.. أحمد رمزى.. أحمد عز.. والمقصود أدوارهم الدرامية وما يمثلوه فيها بالطبع..
النوع الثانى.. ونيس.. أبوالعلا البشرى.. رشوان توفيق..
النوع الثالث.. ستيف جوبس.. أحمد زويل.. باولو كويلو..
النوع الرابع.. هنا طيف واسع.. يبدأ بالرجل الحقيقي المتصالح والمتسق مع نفسه.. ويمر بالمعلم الروحى.. وينتهى بالأنبياء والصديقين (وهنا الكتب بتوصف باستفاضة المهاتما غاندى .. الديالاى لاما.. بوذا.. والمسيح عليه السلام.. وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم)..
النوع الأول تلاقيه فى أغانى زى: يا واد تقيل.. أو (ليه كل هــمك في الدنيا تثبت بس إنــي مش مهمه.. والرأي رأيك وإني أنا جنبك ما ليش ولا أي كلمة.. و بــعــيــــش مــعــاك صــــورة و خـــــلاص.. هاتحس إمتــى إني ما فيش في إيديا حاجة غير إني أحبــك.. وان كنت ساكته فعشان ماتحرمنيش في يوم من العيشة جنبك.. مــا اقــــدرش اعــيــش غيــر بــيــن إيــديــــك).
النوع التانى.. بيتغناله: أنا ساندة عليك لو يوم الدنيا بتيجي عليا انا بتحامي فيك وفي عز البرد بلاقي دفايا في حضن عينيك.. فى جوة فى قلبى مكان مفتحتوش غير ليك وحاجات حصلتلي معاك ومحصلتليش قبليك.. مبقتش بخاف ولا عامله حبيبى لبكره حساب وان خفت فى لحظه بيبقى الخوف يا حبيبى عليك…. انا كنت وحيده وعايشه في غربه ومش برتاح ولقيت يا حبيبى في حبك ضهر وقلب وبيت
النوع الثالث.. بيتقاله: أخرج من معطفه الجريدة وعلبة الثقاب.. ودون أن يلاحظ اضطرابي.. ودونما اهتمام.. تناول السكر من أمامي.. ذوب في الفنجان قطعتين.. وفي دمي ذوب وردتين.. ذوبني.. لملمني.. بعثرني.. شربت من فنجانه.. سافرت في دخانه.. وما عرفت أين.. كان هناك جالساً.. ولم يكن هناك.. يطالع الأخبار.. وكنت في جواره تأكلني الأفكار.. تضربني الأمطار.. يا ليت هذا الرجل المسكون بالأسرار فكر أن يقرأني.. ففي عيوني أجمل الأخبار..
أما النوع الرابع: ولقدْ خلوتُ معَ الحبيبِ وبيننا.. سِرٌّ أرَقّ مِنَ النّسيمِ، إذا سرَى
وأباحَ طرفي نظرة ً أمَّلتهـــا.. فغدوتُ معروفاً وكنتُ منكَّراً
فدهشتُ بينَ جمالهِ وجـلالهِ.. وغدا لسانُ الحالِ عني مخبراً
كل واحد منهم كمان بيظهر فى الأحلام بشكل مختلف عن التانى..
الأول.. بيظهر فى صورة وحش Monster.. أو مصاص دماء Vampire.. أو قرصان.. أو مليونير.. أو مجرم قاتل..
التانى.. بيظهر فى صورة بطل.. منقذ.. أحياناً شاعر..
التالت بيظهر فى شكل مدرس.. بروفيسور.. كاهن.. أو حد ليه سلطة معينة..
والرابع بيظهر فى صورة رجل حكيم.. أو شخص بيقول نصيحة.. أو بيدل حد تايه على الطريق..
متهيألى دلوقت نقدر تعرف باسل خياط فى مسلسل (الثمن).. فين..
وماجد الكدوانى فى (موضوع عائلى).. مين..
ولو قولت لك: دكتور.. أو مهندس.. هاتقدر تصنفه..
وتقدر تستنج (شمس التبريزى) اللى اتوصف فى (قواعد العشق الأربعون).. فى أي مستوى..
طبعاً الأنواع ممكن تتداخل.. ويتواجد نموذج أو أكتر فى نفس الشخص.. فى نفس الوقت أو فى أوقات ومراحل مختلفة من حياته.. مافيش خطوط حادة فاصلة بين أى حاجة والتانية فى الإنسان..
وزى ما قولنا فى المقال السابق.. ممكن العقل الجمعى (يلبّس) حد نموذج معين أو يضغط على حد إنه (يلبس) إطار معين.. ويرفض إنه يتحرك بره هذا الإطار.. تصور رد فعل الناس وانطباعهم ومدى تصديقهم هايبقى إيه لو الفنان (أحمد عز) مثلاً قام فى دوره الجاى بتمثيل شيخ جليل.. وافتكر كمان رد فعل الجمهور على أى دور قام بيه الفنان (حسن يوسف) بعد دور (الشيخ الشعراوى).
وبنفس المنطق والطريقة.. ممكن واحدة تلّبس رجل ما.. نموذج ما (أحياناً ضد طبيعته).. وماتبقاش راضية ولا قابلة ولا مستحملة إنه يكون أى شئ غير هذا الإطار..
حكاية كبيرة أوى.. ليها أبعاد تانية معقدة جداً.. أبسطها سؤال واحد منطقى: هى الأدوار دى مسئولية مين؟ مين اللى بيصنعها (ده غير مين اللى بيعيشها)؟ الرجل.. والا المرأة.. والا المجتمع.. والا العقل الجمعى للمجتمع.. والا كلهم مع بعض؟
بعدين نتفهم..
* * *
نقول كمان..
كل فتاة/امرأة تنجذب لرجل يماثل درجة تطور وعيها..
وكل رجل.. يجذب من تشبه درجة تطور رجولته..
فيه راجل.. يخطف عينيكى..
وراجل.. يشيلك ويشيل عنك..
فيه راجل.. يشبع عقلك..
وراجل.. يوسع وعيك.. وينقى روحك..
رجل تكتشفى معاه -فجأة- ان الحياة ليها معنى..
تشعرى أمامه انك فاهمة لغة الكون..
تحسى فى وجوده انك لقيتى نفسك بعد طول غياب..
وانك لمستيها.. وفهمتيها.. وسامحتيها.. على كل شئ..
نقف هنا.. وناخد نفسنا..
***
رجل الغابة.. رجل البيت.. رجل الكلمة.. رجل المعنى..
طيب..
إيه بقى..
لقيتى نفسك؟ لقيت نفسك؟
عرفتى درجة تطورك؟ طيب وانت؟
لقيتى نفسك فى عقل مين؟
وانت.. شوفت نفسك فين على سلم الوعى؟ وناوى توصل لغاية فين؟
بتدورى على مين؟
وليه؟
وفين؟
وهل هو هو اللى هاتفضلى تدورى عليه بعد قراءة الكلام ده؟
د. محمــد طــه