المشى على الحبل

كتبت من يومين عن الidealization/devaluation، وعن خطورة تقديس الناس اللى بنحبهم.. وازاى ده بيخلينا نحملهم ما لا يطيقوا.. ونحرمهم من آدميتهم وحقهم البشرى فى الخطأ والضعف والفشل.. لأننا عاوزين نشوفهم كاملين متكاملين ومتوافقين مع صورتنا الذهنية المثالية عنهم..

اللى عاوز يشوف تطبيق عملى على ده يتابع السباق المحموم فى موضوع صيام أو إفطار (محمد صلاح) فى مباراة اليوم المرتقبة..

مش عاوزين ندى للراجل حقه فى امكانية الافطار لتوفير طاقته للتعب والمجهود اللى يعادل -إن لم يفوق- مجهود السفر (وده شغله وأكل عيشه).. ولا راضيين بأمر طبيب فريقه اللى حظر عليه الصوم لنفس السبب.. ولا حتى عاوزين نديله حرية الاختيار وقبول ما سيختاره.. صنم صنعناه بأيدينا ونرفض رؤيته كإنسان حر ليه عقل وطاقة واحتياجات، وهو انسان بالغ مكلف مسئول عن نفسه قدام ربنا..

الحب اللى بالشكل ده مؤذى ومدمر.. لأنك ستذبح من تحب عندما يحيد عن الطريق الوحيد اللى حضرتك شايفه فيه..

الحب اللى بالشكل ده هو المادة الخام للأنانية والذاتوية وتقديس الآخر كبديل عن تقديس الذات..

لو كسب هانقول لأنه صام.. ولو خسر هانقول لأنه فطر.. رغم إن غيره كتير كسبوا وخسروا مئات المرات بغض النظر عن صوم أو إفطار..

الرحمة يا ناس.. ماتخلوش اللى بتحبوهم يمشوا على الحبل.. ماتخليهومش خايفين يتلفتوا جنبهم أحسن يقعوا فى جحيمكم المستعر..

إزاى تدوا لنفسكم حق التدخل فى علاقة أى حد بربنا.. ازاى تحكموا على تصرفات ونوايا ودواخل خلق الله بالشكل ده..

من فضلكم.. دعوا الخلق للخالق..

د. محمد طه

مشاركة من خلال :

Facebook
X
LinkedIn
WhatsApp
Telegram