طيب.. اكتب بقى تعليقى على البوست إياه.. اللى بيوصى الستات على أجوازهم ويقولهم يعملوا إيه من ساعة ما يصحوا من النوم لغاية ما يناموا بالليل..
الحمدلله أنا أعصابى هديت، وأقدر اكتب دلوقت بشكل أرجو أن يكون أكثر عقلانية.. لأنى لو سيبت نفسى أكتب وقت ما شوفت البوست ده، كان هايطلع –ولأول مرة على صفحات الفيسبوك- مرتضى منصور اللى جوايا..
أنا اتكلمت كتير عن رؤيتى لعلاقة المرأة بالرجل فى إطار الزواج فى مجتمعنا (المتدين بطبعه)، ووصفتها فى أكتر من مقال بتفاصيل كتير زى (الزوجة الأم.. والزوجة الطفل)، و(يارجال.. ماتحرموش نفسكم من أنوثتكم) و(علاقتك بدورك فى المجتمع- فصل من كتاب علاقات خطرة).. ومقالات تانى كتير..
علشان كده كنت محتار أكتب إيه وأكتب إزاى المرة دى.. هأقول إيه أكتر من اللى قولته يا ربى.. هاوصف هذا النكوص وتلك الطفولية الذكورية تانى إيه أكتر من كده؟ هاحذر إزاى تانى وتالت ورابع من هذا الدور النسائى المنسحق المخزى المهين؟
المهم.. قررت المرة دى إنى أستخدم طريقة جديدة فى التعامل مع هذا الموضوع المؤام.. وهى طريقة التحليل الكيفى.. وده إيه ده كمان؟ أقولكم..
أنا هامسك نَص (Text)البوست ده جملة جملة.. وكلمة كلمة.. وأعملها تحليل نفسى عميق، يورينا أصلها إيه وجاية منين ورايحة فين وبتعمل إيه في الستات وفى الرجالة وفى المجتمع.. يمكن نقدر نشوف حاجة جديدة.. تساعدنا على حماية نفسنا من هذا الهراء.. اللى –وبكل أسف- متصدر لينا تحت غطاء دينى خادع..
هاحاول أكون مختصر ومباشر قدر الإمكان.. وكلامى مش مقصود بيه أى تجريح أو إهانة للى كاتبة أو كاتب البوست (أنا مش عارف مين اللى كاتبه).. لكنه نوع من النقد الموضوعى من طبيب نفسي مهتم جدا بالنفس البشرية، مع كل الاحترام لكل الأشخاص وجميع الآراء..
شوف يا سيدى..
– “قومى قبل جوزك من النوم بنص ساعة كده اغسلى وشك وسنانك وسرحى شعرك وحطى ميك اب خفيف.. بلاش تسيبي نفسك شبه الغوريلا”:
الجملتين دول بيوصلوا للست فى بداية الكلام إن هذا الشخص اللى نايم جنبها أهم منها.. يعنى ماينفعش حتى إنها تصحى من النوم فى نفس الوقت اللى حضرته يصحى فيه.. إزاى يعنى؟ ليه؟ وهل تجرؤ تعمل كده؟ مش بس كده.. ده من أهميته كمان، لازم يصحى الصبح يلاقى فى وشه عروسة.. على سنجة عشرة.. مش باين عليها أى أثر لنوم أو تعب أو سهر.. إنما هو يصحى عادى بعماصه وريحة عرقه وشعره المنكوش.. وهى مطلوب منها تشوف ده وترحب بيه وتضحك فى وشه.. بيقولولها بلاش تسيبى نفسك شبه الغوريللا.. لكن مافيش أى مشكلة إنه يبقى شبه كنج كونج..
– “شغلى قرآن”:
فى رآيي إن الجملة دى رغم حسن النية اللى وراها وطيب الفعل اللى بتحض عليه، إلا أنها بتصبغ الكلام اللى فات واللى جاى بصبغة دينية.. وده فى منتهى الخطورة.. لأنه بكل بساطة هايوصل لكل البنات والستات اللى هايقروا الكلام ده.. إنه من الدين، وفى اتجاه الدين، وفى طاعة الله.. بالمناسبة (علشان محدش يزايد).. أنا مسلم، وحفظت القرآن كله وانا صغير، وباستشهد بيه فى كلامى كتير.. لكنى باغير على دينى وعلى كتاب ربنا من مثل هذا الافتراء.. عمر ما تشويه النفس وسحقها وإهانتها ومعاملتها بأقل من قدرها ما كان من الدين فى شئ..
– “جهزى الشاى والفطار الخفيف كيك بسكويت جبنات بيض عصير الموجود يعنى مينزلش على لحم بطنه.. اتقى الله”:
فى رأيي إنه مافيش أى فرق بين الجملة دى، وبين (حضرليه الرضعة) أو (رضعيه) قبل ما تسيبيه وتغيبى عليه شوية يا حبيبتى.. وهوليه الباشا مايعملش فطاره بنفسه؟ وهو ليه حضرته مايهزش طوله ويفتح التلاجة ويحط حتة جبنة فى نص رغيف؟ وهو إيه اللى يمنع جنابه إنه يحضر لنفسه ولمراته الأكل؟ أقولك أنا إيه اللى يمنع.. الكلمتين الأخيرتين.. بتقولها (اتقى الله).. يعنى من وجهة نظر هذا الكلام، حضرتك هاتكونى مقصرة فى حق ربنا لو ماصحيتيش الصبح قبل كينج كونج، وأخفيتى آثار التعب والسهر وطلوع العين، وجهزتيله الكيك والبسكويت والعصير (اللى هاتكونى سهرتى بتعمليهم طبعاً).. هاتكونى مش بتتقى الله.. هاتركتبى ذنب كبير.. ماعتقدش إن فيه اساءة استخدام للدين أكتر من كده..
– ” حضريله الحمام، يعنى غياره والبرنس والفوطة واملى البانيو لو عندك يعنى ولو فى وقت”:
الجملة دى بتدعو الرجالة لحالة لطيفة ظريفة من الوجود البشرى اسمها (النكوص).. يعنى الرجوع للخلف فى سلم التطور النفسي لغاية المرحلة السنية اللى كانت فيها مامته لامؤاخذة بتغيرله وتحميه وتنشفه وتلبسه هدومه.. حالة مزمنة من (النطاعة) والعربدة الإنسانية تحت مسمى الرجولة.. ومافيش راجل ماعندهوش الاستعداد لده (مجرد الاستعداد).. لأنه ممتع ولذيذ ومافيهوش أى مسئولية ولا مجهود ولا تعب.. لكن قليل من الرجال هم اللى قدروا يتخطوا قوة هذا الجذب الشديد للخلف بكل متعته ووعوده، وقدروا يكبروا من جوه زى ما كبروا من بره، ويتحولوا إلى بنى آدميين عندهم إحساس حقيقي بالآخر وقدرة على وضع نفسهم مكانه..
خطورة ده إنه حتى لو ماكانش الراجل (فى نكوص) كده جاهز.. فانتى هاتحركى فيه ده وتغازليه وتطلعيه منه بمنتهى السلاسة والحرفنة.. واستحملى بعد كده اللى هايحصل.. وماتشتكيش.. ماهو مين هايلاقى دلع ومايتدلعش..
الجملة دى كمان بتداعب جوه الستات غريزة الأمومة، والرغبات الكامنة الدفينة جوه كل ست فى الصاق مولودها جنبها، واعتباره جزء لا يتجزء منها، لو طالت ترجعه بطنها تانى علشان تحميه وتطمن بيه لن تتردد، لكن بعض الستات/الأمهات (فى الحقيقة أكتر بكتير من الرجالة) قدرت تتخطى ده، وتقبل إن ابنها انفصل عنها بالفعل بمجرد ولادته منها، وإنها ماينفعش تبلعه أكتر من كده..
الجملة دى برضه بتغوى المرأة بدور المنقذ.. اللى هو بيدى ويمنح ويعطى على طول الخط.. اللى مش بيدى حتى فرصة للى قدامه إنه يحس باحتياجاته الإنسانية العادية قبل ما يلبيها.. لا.. ده هو بيلبيهاله من قبل ما يطلبها.. فيفضل معتمد عليها.. ومايستغناش عنها (فى صورة الأم/المنقذ).. ويستمتع أكثر بنكوصه وعدم مسئوليته وصغر سنه النفسى.. طبعاً دور المنقذ ده بيتحول بعد شوية لدور (الضحية) اللى بتكون استنفذت كل طاقتها ومجهودها ووقتها ومشاعرها فى سبيل طفل كبير نقل اعتماديته من أمه إلى زوجته..
– ” ادخلى بقى صحيه بس احذرى الصوت العالى وشد الغطا”:
طبعاً بعد كل الفصول الهزلية السابقة (مع استثناء كلمة “شغلى قرآن” احتراما للقرآن وليس للمعنى المقصود بالجملة).. ممكن الباشا دلوقت يصحى من النوم.. بس استنى.. اوعى الصوت العالى يا حبيبتى، علشان ماينزعجش.. لكن انتى تصحى بدرى ويتقلق منامك فى الشتا والبرد مافيش مشكلة.. وتجهزيله حمام دافى بعد ما تجهزيله الكيك والبسكوت والعصير.. عادى.. استنى كمان.. إوعى تشدى الغطا.. أحسن يبرد ياختى.. أحسن يتهوى.. أحسن يطلع بيضايق من الحركة دى.. أحسن يغضب عليكى.. أحسن يتضايق منك..
تأصيل قميئ لدور اجتماعى مالهوش أى وصف غير العنصرية والعبودية وسوء استخدام الدين ومقاصده..
– ” بوسيه من جبينه قوليله حبيبي بطوطى قلبى عسولة.. ارفعى الغطا بالراحة”:
طيب.. أنا هاسيبكم انتوا تعلقوا على الجزء ده.. لأن حيائى يمنعنى من التلفظ بألفاظ معينة فى هذا السياق.. ومهم انها ترفع الغطا بالراحة علشان مايتخضش..
– ” وهو فى الحمام تكونى مجهزة هدومه ولما يخرج ساعديه يلبس مش عيب تلبسيه الشراب”:
تمام.. وصلنا لمرحلة تلبيس الشراب.. وهنا لنا وقفة..
طبعاً أنا عارف الردود الجاهزة اللى عند كتير من الرجالة (والستات للأسف): وفيها إيه لما الست تعمل كده.. مافيش بين الراجل ومراته كسوف.. مافيش بينى وبين جوزى كرامة.. ماهو برضه ممكن يعمل كده لما أكون تعبانة أو يكون بيدلعنى.. وهنا الرد على كل الكلام..
كتير من الرجال (والمقصود الذكور) بيشجعوا بوست زى ده وشايفينه بيوصف الزوجة المثالية، وأول خط دفاع عندهم هو آيات قرآنية كريمة وأحاديث نبوية شريفة أسيئ فهمها وتأويلها واستخدامها.. والأدهى والأمر إنهم يقولوا: وأنا برضه ماعنديش مانع أساعد مراتى وأعمل معاها كل ده..
ثانية واحدة بقى..
حضرتك بتعمل ده لما تكون شايفها تعبانة؟ صح؟ لما تكون شايفها مش قادرة تستحمل؟ مش كده؟ بتعمل كده من قبيل المساعدة ساعات.. والدلع ساعات.. والتقرب والتودد ساعات.. لكن.. اسأل نفسك كده.. انت ممكن تعمل ده بشكل يومى؟ ممكن تعتبره جزء من مهامك الحياتية؟ هاتقولى بس انا باشتغل ومراتى لأ.. طيب ولو مراتك بتشتغل، انت هاتعمل ده بشكل يومى كجزء من مهامك الحياتية؟ طبعاً لأ.. عندك استعداد تقسم معاها أيام الطبخ والكنس والمسح والاهتمام بالأولاد؟ عندك استعداد تصحى الصبح قبلها بنص ساعة وتستحمى وتنضف نفسك وتجهزلها الفطار وتصحيها بصوت واطى وماتشدش الغطا.. وتعمل ده كل يوم كل يوم؟ طبعاً هاتقولى آه ممكن أعمل ده كله.. هأقولك ممكن تعمل كل ده (أحيانا)، ولكن من قبيل (المساعدة) أو (العطف) أو (الرفق) أو (الحنان).. وهنا تكمن كل الخطورة..
أنا يؤلمنى جداً الراجل اللى يرفض يعمل كل ده ويكون شايف إن (الراجل راجل والست ست).. لكن ده مش بيخوفنى.. اللى يخوفنى فعلا هو الراجل اللى يعمل أى حاجة من دول من قبيل (المساعدة) أو (العطف) أو (الرفق) أو (الحنان)..لأن الراجل ده بكل بساطة احتقاره للمرأة أكبر بكتير من اللى قبله.. ده شايف إنها كائن (يستدعى المساعدة).. مش بنى آدم زيه ليها نفس الحقوق والواجبات.. شايف إنها بتشقى وتتعب علشانه وعلشان راحته.. فمفيش مانع إنه يحن عليها فى بعض الأوقات ويمد إيده الكريمة معاها.. شايف إن وظيفتها خدمته.. فبيعطف عليها ويساعدها (فى خدمته).. ده شكل خبيث جداً من أشكال العبودية.. اللى فيها (السيد) بيرحم العبد وبيحن عليه.. وده لا يصلح إلا فى العلاقة بين العبد والسيد.. لأنه مازال شايف إنه (سيد) وإنها (عبد).. الفيصل الحقيقي هنا الإجابة على السؤال.. هو بيعمل ده ليه؟ انت بتساعدها من قبيل إيه؟ من قبيل شراكة واللا عبودية؟ من قبيل اعتراف بإنسانيتها وحقوقها واللا عطف وحنان عليها؟ من قبيل استعدادك الحقيقي من جواك إنك تبقى بنى آدم كبير مسئول واللا شوية تغيير جو وترجع مكانك تانى؟
بالمناسبة.. أن أعتقد إن إجابات (بعض) الرجال عن إنهم بيساعدوا زوجاتهم (لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان بيساعد زوجاته) محتاجة مراجعة. طبعا الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم شئ رائع ومن تمام الأخلاق بدون كلام.. لكنهم بيكونوا (غالبا وليس دائما) أخدوا الفعل وتركوا المقصد والمعنى وراء الفعل.. زى بالظبط الفرق بين الصلاة وبين الخشوع فى الصلاة.. الرسول عليه الصلاة والسلام كان بيساعد زوجاته لأنه كان شايفهم بنى آدميين.. حضرتك بتساعد مراتك (علشان الرسول عمل كده).. بس وخلاص.. لكن اللى جواك مايعلم بيه إلا ربنا.. ده بالظبط زى اللى بيعمل الخير (علشان يدخل الجنة).. بس، مش علشان الخير ده حاجة جيدة ومفيدة وليها آثار طيبة.. أو حتى علشان الاتنين مع بعض..
طبعا فيه ناس تقولك ده المرأة الغربية بتهتم بجوزها وتخدمه بعنيها وتعيش تحت رجليه.. وبدون دخول فى تفاصيل. ده كلام فارغ.. واللى عاش بره شويه عارف ده كويس..
– “مش هيقلل من قيمتك يعنى انك تتفرجى عليه وهو بيسرح انك تختاريله البرفان اللى يحطه انك تعجبي بيه وتقوليله كلمة كويسة مش هتخسي حاجة والله..
افرديله سجادة الصلاة والله هتاخدى ثواب”:
ده الكلام اللى يتوصف بإنه كلام حق يراد به باطل.. طبعاً مش هايقلل من قيمتها ولا أى حاجة.. بس إيه الرسالة اللى عمالة توصلها الست دى لجوزها من ساعة ما صحى الصبح.. رسالة قصيرة مفادها (أنا هاعملك كل حاجة.. هاديك كل حاجة.. هاديك نفسى ووقتى ومجهودى وتعبى.. انا اتعب وانت ترتاح وتنام.. أنا اشتغل وانت تاخد حمامك الدافى.. أنا ملكك وانت الحاكم بأمره.. أنا أموت واتدفن بالحيا.. وانت تعيش يا حبيبى وتتهنى).. وعلشان نضيف اللمسة الدينية مرة أخرى.. يبقى افرديله سجادة الصلاة..
حسبى الله ونعم الوكيل..
– “وهو بيصلى حطى الفطار عالسفرة حضرى جزمته نضيفة ومتلمعة افطرى معاه وصليه لحد الباب.. بوسيه طبطبى عليه ادعيله قوليله هتوحشنى متغبش عليا.. والله هيرتاح نفسيا ويشوف شغله ببال رايق وهيبقى ملهوف يرجع علشان محتاج حنيتك”:
فيه ملاحظة متكررة هنا بشكل مزعج.. وهى إنها ماتعملش حاجة وسي السيد قاعد قدامها.. هى فى الأول بتجهز نفسها وتحط ميك أب وهو نايم، وبعدين بتجهز الفطار وهو فى الحمام، ودلوقت تحضر الجذمة وهو بيصلى.. ده طبعاً علشان ماتزعجهوش.. لأنه ماينفعش باله يتعكر بالشغل اللى هى بتشتغله (علشانه)، ولا ينفع يشوفها تعبانة ومطحونة قدامه، فيحس بالذنب أو التقصير (ده لو حس)..هو يشوفها عروسة حاطة ميك اب وبس.. غير كده يبقى من وراه.. مش فى وشه..
– طيب وفيها إيه لما الست تعمل لجوزها كده؟
مش هارد..
– ” بعد ما ينزل نامى ارتاحى بس اعملى حسابك تقومى قبل ميعاده بوقت مناسب روقى بيتك وحضرى اكلك والبسي وسرحى شعرك وحطى برفان واتمكيجى ورشى معطر جو او ولعى عود بخور واستقبليه بابتسامة مهما كنتى تعبانه ومهما كان فى مشاكل خبيها لحد ما يرتاح”:
تانى وتالت وعاشر.. بيقولوا للست إنتى مش من حقك تبقى بنى آدمة.. مش من حقك تتعبى وتعبرى عن تعبك قدام الإله المنزه الساكن عندك فى البيت.. عاوزة تنامى يبقى فى غيابه.. عاوزة تتعبى يبقى تسكتى وتكتمى.. فيه مشاكل خبيها لغاية ما مزاج سعادة جنابه يتعدل.. اعتقد إنها لو متعورة أو عندها مغص أو تسمم بلاش تقوله برضه أحسن يتضايق ويزعل.. وده يخليه يغضب عليها.. وينام زعلان وقلقان.. ويصب عليها لعنات لا تنتهى..
طبعاً واضح إن البوست بيقول إن الست ماتشتغلش، لأن الشغل ده مهمة الرجالة.. إنما الستات شغلها البيت.. وخدمة سيدها، واهى تعيش بلقمتها..
– “قدمى الاكل بشكل يفتح النفس ذوقيه وحطى جنبه عصير فرش برتقال يوسفى تفاح لمون فراولة كنتالوب كيوى اى فاكهة عندك “:
طيب ولو ماحطتش العصير؟ أو نسيت الكنتالوب؟ طيب لو اتأخرت فى عمل الأكل؟ طيب لو كانت تعبانة وماعملتش أكل اليوم ده؟ طيب لو نسيت تدوقه من الأكل؟
-” متساليهوش مالك بصيله وخليه يشوف السؤال فى عنيكى بس مش عاوزة تكلمى حسسيه انك قلقانه عليه.. لما يتكلم ويحكيلك متسخنيهوش اسمعى منه وخليكى عاقلة..
اعرفى الوقت المناسب للطلبات وحدود الطلبات على قد امكانياته”:
الكلام ده بيرسخ لمفهوم (الزوج السيد).. اللى يتحسب الف حساب قبل ما حد يكلمه.. اللى يتخاف من توجيه الكلام ليه بشكل مباشر.. اللى لازم يكون فيه توقيت للكلام.. وحدود للطلبات.. مش تفاهم وأخد وعطا وشراكة متبادلة فى الرؤيا والتقدير والتصرف..
طبعا وصف كل ده ب(خليكى عاقلة) دى مصيبة لوحدها..
الفقرة دى فقرة أبوية ذكورية بامتياز.. ماتكلمش يا حبيبى بابا وهو جاى من الشغل.. ماتطلبيش يا حبيبتى حاجة من بابا دلوقت..
الفقرة دى بتحجر على حق المرأة فى السؤال.. حتى السؤال.. مجرد السؤال.. اللى الباشا هايشوفه فى عنيها من غير ما تتكلم..
عارفين إيه السؤال المقصود هنا.. (مالك؟).. ماتسأليهوش (مالك؟).. بس..
– ” فى كل الاحوال جمالك مش بس انك رسمة عنيكى حلوة جمالك فى هدوءك وطيبة قلبك ونضافتك وريحتك..
استغلى كل امكانيات البيت فى تزيينه من غير تكاليف مرهقة.. خلى دايما ليكى بصمة كلمة حركة يفضل فاكرها ومعلقة فى باله مثلا تعاكسيه بطريقة غريبه زى انك تغمزيله او تمورى منخيرك كده يعنى”:
تعليقى هنا هو تعليق أحمد مكى فى فيلم (طير إنت).. الكبير لازم يتظبط.. وبعدين.. هاينزل عليكم..
– ” ركزى بقى فى الى جاى لانه السحر الحقيقي.. لما يزعلك مترديش كلمة بكلمة.. عدى فى سرك لحد ميه.. وبعدين بصيله بلوم.. لما تناموا خدى راسه على صدرك واقرى قران وادعيله بصوت هامس بس مسموع.. لو زعلك وجه يعتذر متسمحيلوش يعتذر قوليله متعتذرش بمجرد ما طبطبت عليا قلبي صفالك او مقدرش ازعل منك”:
يعنى لما يزعلها ماتردش.. لا.. دى تعد فى سرها لحد مية.. أمال إيه.. علشان يكون قالها كل اللى عنده وهى ساكتة.. وقال إيه لو جه يعتذرلها ماتسمحلهوش يعتذر.. ده باختصار شديد اسمه استباحة نفوس الناس.. يعنى أسمح لنفسى إن أذى حد.. وأحرمه من مجرد الرد.. أمنعه حق الدفاع والتوضيح وأخذ الحق.. طيب افرض أنا غلطان.. افرض أنا مجنون.. افرض أنا مشوه نفسياً.. تستحمل ليه وتكتم وتكبت لغاية ما تتشوه نفسياً هى كمان.. افرض هو قليل الأدب وسافل.. افرض هو ظالم.. لا.. افرض هو انسان طبيعى.. انتوا عارفين لو انسان طبيعى تمت معاملته بالطريقة دى هايحصل إيه.. هايعدى كل شوية حدوده واحدة واحدة لغاية ما يتحول لأسوأ وأظلم إنسان فى الدنيا.. وساعتها يبقى له حق.. لأنه مالقاش حد يقوله لأ ويوقفه عند حده..
إحنا من ضمن الاحتياجات النفسية الأساسية اللى بنتولد بيها (احتياج إن حد يقوللى لأ عند اللزوم).. انتوا كده بتخلقوا وحوش آدمية تعيث فى نفوس زوجاتها فساداً..
لا حول ولا قوة إلا بالله..
استنى لحظة..
دانتوا لما تناموا خدى راسه على صدرك واقرى قران وادعيله بصوت هامس بس مسموع..
بعد كل ده..
شوفتوا استخدام للقرآن وللدين أسوأ من كده؟
شوفتوا دفن للنفس فى مقبرة معلق عليها شعارات دينية وآيات قرآنية بالشكل ده..
شوفتوا وأد علنى صريح بين.. لكن فى صورة دينية روحانية شيك كده..
استغفر الله العظيم..
– “البسى خلخال فى البيت ارسمى حنه على جسمك البسى اكسسوارات رقيقة حطى فى شعرك توك ملونه وورد.. طلعى انوثتك ورقتك لزوجك .. أخيرا حافظى على صلاتك ودايما شغلى قران فى البيت.. من الاخر وبالبلدى انت ام واخت وبنت وحبيبة وعشيقة قبل ما تكونى زوجة”:
وجت دلوقت فقرة آخر الليل.. اللى هاتلعب فيها ست الستات دور جديد (بعد الأم والأخت والحبيبة)، تطلع فيه أنوثتها ورقتها لشهريار عصره وزمانه.. قبل ما ينام.. وتصحى هى قبله بنص ساعة تجهز نفسها لدفن.. ما تبقى منها..
عارفين إيه أكتر حاجة توجع فى البوست ده..
هى مدى انتشاره وانتشار مافيه من تشوهات فكرية فى منتهى البشاعة..
عارفين إيه اللى يوجع أكتر..
هى كمية الرجالة اللى مؤمنة بالكلام ده.. وشايفين إن دى الزوجة المثالية.. وماعندهمش أى شك فى كده.. واللى نصهم بيقول إنى بكتب الكلام ده علشان أجمع لايكات من المعجبات فى إسقاط نفسي عتيق من أيام ما الطفل كان بيغير على أمه من أبوه.. وإنى كده هاخلى الستات تتمرد على الرجالة (بنفس منطق العبد اللى هايتمرد على سيده)..
عارفين إيه اللى يوجع أكتر وأكتر..
هى كمية الستات اللى بيدافعوا عن الكلام ده.. وفاكرينه من صحيح الدين.. واللى تسمعوا معاناتهم كل يوم فى العيادات النفسية..
بالمناسبة.. أنا فى ممارستى الاكلينيكية باسمع ستات بتوصف أزواجها بأنهم بيقولولهم: ” ماترديش عليا.. ماتعليش صوتك على صوتى.. ماتناقشينيش.. انتى مش من حقك تحاسيبنى على أى حاجة.. أنا راجل.. انتى كل شغلك البيت وبس.. انتى عاوزة تبقى ند ليا واللا إيه”..
باسمع جمل من قبيل: “بيخونى ويقوللى إن ده من حقه”.. “بيقوللى انتى بتقصرى معايا فعرفت واحدة تانية”.. “بيقوللى انتى مش واخدة بالك من نفسك وهو ريحته تقرف”.. ماتطلقها يا أخى..
ثلاث أرباع الستات اللى بيجولى علشان يتعالجوا ببقى عاوز أقولهم هاتولى أزواجكم أعالجهم..
مشكلة البوست ده إنه مش مجرد بوست.. ده اعتقاد مجتمعى راسخ بتورثه أجيال لأجيال.. صورة ذهنية وعقلية ثابتة بيوصلها الآباء والأمهات لبناتهم، ولأولادهم طبعاً، عن ما قرروا تسميته ظلماً وبهتاناً (الست الشاطرة) و (الزوجة الناجحة).. علشان كده الرجالة هنا مظلومين زى الستات بالظبط.. ماهو ده اللى شافوه.. وماعرفوش غيره..
مشكلة البوست ده إنه مصبوغ بصبغة دينية محكمة.. تخلى أى حد يحاول نقده، يظهر وكأنه ينقد (الدين) نفسه..رغم إن الدين منه برئ كل البراءة..
البوست ده يصنع ألف فرعون فى بيته..
يصنع مليون سي السيد على مراته..
يصنع مليار طفل كبير..
محدش يقوللى الراجل لو شاف ده من مراته هايقدرها ويحبها ويحترمها.. بلاش نضحك على بعض.. الراجل لو شاف ده من مراته إما هايتعود عليه ويعتبره حق مكتسب لا غنى عنه ولا رجوع فيه، وإما هايبدأ يدور على زوجة بجد (مش أم) بره البيت، وإما هايعطف أحياناً ويحن أحياناً أخرى ويمد إيده يساعد من باب كرم السيد على العبد مش من باب الآدمية والإنسانية وحقوقهما..
البوست ده يفشل ألف زواج..
يضاعف معدلات الطلاق أكتر ماهى متضاعفة..
يهد البيوت أكتر ماهى مهدودة..
ومحدش برضه يقوللى طيب ماهو ممكن الست تعمل كل ده وهى راضية ومبسوطة وحاسة إنها بترضى ربنا.. لا.. ده اللى وصلها.. ده اللى هى متصورة إنه صح.. علشان انتم حاولتم بكل طرق الإقناع والإيحاء والضغط المجتمعى تخلوها تصدق إن دى الزوجة الصالحة.. ودى الست الشاطرة.. ولو ماكانتش كده.. تحس بالذنب واللوم وجلد الذات من نفسها ومن اللى حواليها..
البوست ده يؤسس لمملكة ذكورية فاشية..
وعالم تيستوستيرونى عنصرى..
وأرض مليئة بالموؤدات من الإناث..
واللى عنده معزة يلمها..
البوست ده بيعلم ولادنا وبناتنا إن البشر مش سواسية.. لا..فيه طبقة أدنى اسمها النساء كل وظيفتها خدمة ومتعة والعمل على راحة طبقة أسمى اسمها الذكور مهم جدا أن ترضى وتشبع وتنعم..
بيعلمهم إن الستات تشتغل وتسكت وماتشتكيش فى ماسوشية واضحة.. والرجالة تنام وتاكل ولامؤاخذة فى سادية أوضح..
وبيعلمهم إن كل ده من الدين..
فلتنس كل أنثى أحلامها وطموحاتها وشغلها ومذاكرتها وقراءاتها وهواياتها وخروجاتها وحياتها كلها..
فلتنسحق فى ضل راجلها اللى هو أحسن من ضل حيطة.. واللى مايعيبهوش غير جيبه.. وهو الضهر والأمان والسند، مش نفسها وتعليمها وشغلها وموقفها من الحياة..
فلتكتم صوتها ولتتنازل عن حقوقها وتنتظر نظرة عطف أو يد إحسان من رجل قرر إنها تعبانة فحب يساعدها.. مش إنسانة زيها زيه..
انشروا البوست إياه واللى زيه أكتر وأكتر.. وحفظوه لكل اللى يقراه..
اظلموا بناتكم واخواتكم وزوجاتكم.. وهيئوا ليهم إن ده النجاح ودى الحياة..
خلوهم ينكروا احتياجاتهم.. وينسوا انسانيتهم.. ويضيعوا سنين عمرهم..
فهموهم إن الجواز فى حد ذاته أهم هدف.. وان فستان الفرح أهم حلم.. وكويس انك لقيتى واحد يتجوزك ويرضى بيكى..
علموهم إن الأنوثة ضعف وذل وانكسار.. وان الرجولة خشونة وقسوة وافترا..
خلوا البنت تخدم أخوها والولد يبقى صاحب الكلمة فى البيت.. قولولها ان كل دورها فى الحياة انها تبقى خدامة الصبح ومطية بالليل.. وان وجودها نجاسة.. وحركتها فتنة.. وصوتها عورة..
كرهوهم فى جسمهم وحسسوهم إنه عار.. هينوا جمالهم وحسسوهم إنه ذنب.. ولو حد قرب منهم.. اوعوا يتكلموا.. اوعوا يشتكوا.. علشان الفضيحة.. لكن هما مش مهم..
لخبطوا مخهم وشوهوا نفسياتهم..
وادفنوهم بالحيا..
أكتر ما هم مدفونين..
عذراً للإطالة..
د. محمد طه