سلوك التنمر مش وليد اللحظة ولا وليد الموقف أو الحدث.. الأبحاث العلمية وجدت أنه بيبدأ من سن مبكرة جداً، قبل دخول المدرسة أحياناً.. وبيكبر شوية شوية مع صاحبه طالما محدش تصدى ليه وقوّمه بشكل سليم.
المتنمر مش بيتولد متنمر.. المتنمر -غالباً- هو نتاج بيت وطريقة تربية ساهمت فى زرع هذا السلوك داخله وإرواءه بشكل منتظم كل يوم.. الدراسات والملاحظات العلمية شافت إن التربية اللى بيستخدم فيها الوالدين طرق التهديد والسخرية والتوبيخ والضرب هى المسئول الأساسى عن ان أطفالهم يتعلموا إن هى دى طرق التواصل الفعالة مع غيرهم..
تانى.. التهديد.. والسخرية.. والتوبيخ.. والضرب..
المتنمر بيبقى متصور إنه بيهزر.. وان دمه خفيف.. وان اللى بيعمله بيعجب اللى حواليه وبيلقى استحسانهم.. استقباله للعالم الخارجى مشوه تماماً.. انما الحقيقة هى ان معظم اللى حواليه مش بيحبوه.. ومش بيستلطفوه.. وبيخافوا منه.. لأنه -حرفياً- ممكن يدبح بدم بارد..
المتنمر من جواه عنده مشكلتين.. المشكلة الأولى انه مش حاسس ان ليه أى قيمة.. ولا أى لازمة.. فى أعمق أعماقه موجود رسالة قصيرة مفادها: انت ولا حاجة.. الرسالة دى غالباً وصلته أثناء التربية.. ووصله معاها كمية هائلة من العنف اللفظى أو البدنى.. اللى شافه حواليه، واللى عاش وكبر عليه.. وأصبحت وسيلته الوحيدة فى إنه يخلى لنفسه قيمة ويعمل لها لازمة هى إنه يبحث عن الأضعف منه.. ويمارس عليه نفس اللى اتمارس معاه زمان.
المشكلة التانية إنه مههوس بالكونترول.. مجنون بحب السيطرة.. لأنه فى يوم من الأيام كان فاقد ليهم تماماً.. وعاجز عن الصد أو الرد أو الدفاع عن نفسه أمام أقرب الأقربين إليه.. أهله.. فأصبح الهجوم هو وسيلته للدفاع.. والتحكم هو كلامه اللى معرفش يقوله..
هل دى دعوة للتعاطف مع المتنمرين؟ لأ طبعاً.. على الإطلاق.. التنمر مهم يكون ليه عقاب قانونى قاسي، ومتابعة تأهيلية وإصلاحية حقيقية..
أمال أنا كاتب الكلام ده ليه؟
أقولك.. هات آلة حاسبة.. آه بجد.. آلة حاسبة..
احسب عدد الناس اللى تنمروا ببعض لاعبى الكرة خلال اليومين اللى فاتوا.. فى الشوارع.. والقهاوى.. بالكلام.. والملابس.. واللافتات.. والفيديوهات.. ضيف عليهم عدد تعليقات السخرية الخارجة عن أى أدب للمئات بل الآلاف من مرتادى السوشيال ميديا.. واللى كتير منها -للمفاجأة- كان على دعوة من أحد المواقع الإخبارية لوقف التنمر على اللاعب (فلان).. ضيف كمان اللى قال نكتة.. واللى ضحكوا عليها.. واللى رسم صورة.. واللى عجبتهم.. وغيرهم وغيرهم.. اجمع كل ده على بعضه.. يطلعلك عدد البيوت فى مجتمعنا اللى بيستخدم فيها الآباء والأمهات (زى ما العلم لسه قايل) طرق التهديد والسخرية والتوبيخ والضرب فى التربية.. طلعوا كام؟ اضرب دول بقى فى اتنين.. ماهو غالباً الأب برضه اتربى بالطريقة دى، والأم كذلك.. ولو ليهم اخوات يبقى تضرب فى عدد الاخوات.. ولو ليهم أولاد تانى.. يبقى تضرب كمان فى عدد الأولاد..
ماتنساش.. احنا بنتكلم عن حادثة تنمر واحدة بس..
ماتنساش كمان.. فيه مصادر ومشاهد أخرى كتير للتنمر، بنشوفها أحيانا كل يوم، فى مسلسل أو فيلم أو برنامج.. وبتتسمى مرة هزار.. ومرة كوميديا.. ومرة كاميرا خفية..
ده غير بعض المواقف فى الشارع والناصية والمدرسة والشغل.. وغيرهم..
مجموع ده كله كام؟
مجموع ده كله يقول إيه؟
يقول إيه عن التربية.. وعن البيوت.. وعن اللى بيحصل فيها؟
يقول إننا زى ما بننادى بعقاب المتنمرين عقاب شديد يردعهم ويمنعهم من تكرار ما فعلوه.. مهم كمان اننا نغوص للعمق شوية.. لا شويتين.. نشوف السبب.. ونعرف الأصل.. ونبحث فى الجذور..
ويقول اننا محتاجين نوعى الآباء والأمهات..
محتاجين نعلمهم ونفهمهم ونشرحلهم..
احنا بجد.. وبكل سرعة..
محتاجين نربى المُربيين.. لعدة أجيال سابقة..
علشان ننقذ ونلحق ونعالج .. عدة أجيال قادمة..
المتنمر مش بيتولد متنمر.. المتنمر -غالباً- هو نتاج بيت وطريقة تربية ساهمت فى زرع هذا السلوك داخله وإرواءه بشكل منتظم كل يوم.. الدراسات والملاحظات العلمية شافت إن التربية اللى بيستخدم فيها الوالدين طرق التهديد والسخرية والتوبيخ والضرب هى المسئول الأساسى عن ان أطفالهم يتعلموا إن هى دى طرق التواصل الفعالة مع غيرهم..
تانى.. التهديد.. والسخرية.. والتوبيخ.. والضرب..
المتنمر بيبقى متصور إنه بيهزر.. وان دمه خفيف.. وان اللى بيعمله بيعجب اللى حواليه وبيلقى استحسانهم.. استقباله للعالم الخارجى مشوه تماماً.. انما الحقيقة هى ان معظم اللى حواليه مش بيحبوه.. ومش بيستلطفوه.. وبيخافوا منه.. لأنه -حرفياً- ممكن يدبح بدم بارد..
المتنمر من جواه عنده مشكلتين.. المشكلة الأولى انه مش حاسس ان ليه أى قيمة.. ولا أى لازمة.. فى أعمق أعماقه موجود رسالة قصيرة مفادها: انت ولا حاجة.. الرسالة دى غالباً وصلته أثناء التربية.. ووصله معاها كمية هائلة من العنف اللفظى أو البدنى.. اللى شافه حواليه، واللى عاش وكبر عليه.. وأصبحت وسيلته الوحيدة فى إنه يخلى لنفسه قيمة ويعمل لها لازمة هى إنه يبحث عن الأضعف منه.. ويمارس عليه نفس اللى اتمارس معاه زمان.
المشكلة التانية إنه مههوس بالكونترول.. مجنون بحب السيطرة.. لأنه فى يوم من الأيام كان فاقد ليهم تماماً.. وعاجز عن الصد أو الرد أو الدفاع عن نفسه أمام أقرب الأقربين إليه.. أهله.. فأصبح الهجوم هو وسيلته للدفاع.. والتحكم هو كلامه اللى معرفش يقوله..
هل دى دعوة للتعاطف مع المتنمرين؟ لأ طبعاً.. على الإطلاق.. التنمر مهم يكون ليه عقاب قانونى قاسي، ومتابعة تأهيلية وإصلاحية حقيقية..
أمال أنا كاتب الكلام ده ليه؟
أقولك.. هات آلة حاسبة.. آه بجد.. آلة حاسبة..
احسب عدد الناس اللى تنمروا ببعض لاعبى الكرة خلال اليومين اللى فاتوا.. فى الشوارع.. والقهاوى.. بالكلام.. والملابس.. واللافتات.. والفيديوهات.. ضيف عليهم عدد تعليقات السخرية الخارجة عن أى أدب للمئات بل الآلاف من مرتادى السوشيال ميديا.. واللى كتير منها -للمفاجأة- كان على دعوة من أحد المواقع الإخبارية لوقف التنمر على اللاعب (فلان).. ضيف كمان اللى قال نكتة.. واللى ضحكوا عليها.. واللى رسم صورة.. واللى عجبتهم.. وغيرهم وغيرهم.. اجمع كل ده على بعضه.. يطلعلك عدد البيوت فى مجتمعنا اللى بيستخدم فيها الآباء والأمهات (زى ما العلم لسه قايل) طرق التهديد والسخرية والتوبيخ والضرب فى التربية.. طلعوا كام؟ اضرب دول بقى فى اتنين.. ماهو غالباً الأب برضه اتربى بالطريقة دى، والأم كذلك.. ولو ليهم اخوات يبقى تضرب فى عدد الاخوات.. ولو ليهم أولاد تانى.. يبقى تضرب كمان فى عدد الأولاد..
ماتنساش.. احنا بنتكلم عن حادثة تنمر واحدة بس..
ماتنساش كمان.. فيه مصادر ومشاهد أخرى كتير للتنمر، بنشوفها أحيانا كل يوم، فى مسلسل أو فيلم أو برنامج.. وبتتسمى مرة هزار.. ومرة كوميديا.. ومرة كاميرا خفية..
ده غير بعض المواقف فى الشارع والناصية والمدرسة والشغل.. وغيرهم..
مجموع ده كله كام؟
مجموع ده كله يقول إيه؟
يقول إيه عن التربية.. وعن البيوت.. وعن اللى بيحصل فيها؟
يقول إننا زى ما بننادى بعقاب المتنمرين عقاب شديد يردعهم ويمنعهم من تكرار ما فعلوه.. مهم كمان اننا نغوص للعمق شوية.. لا شويتين.. نشوف السبب.. ونعرف الأصل.. ونبحث فى الجذور..
ويقول اننا محتاجين نوعى الآباء والأمهات..
محتاجين نعلمهم ونفهمهم ونشرحلهم..
احنا بجد.. وبكل سرعة..
محتاجين نربى المُربيين.. لعدة أجيال سابقة..
علشان ننقذ ونلحق ونعالج .. عدة أجيال قادمة..
د. محمد طــه