فيه واحد اسمه (سولومون آش) عمل تجربة مهمة جدًّا في تاريخ العلم سنة 1951..

( آش) جاب عدد من الناس وحطهم كلهم في اختبار معين وكان متفق معاهم كلهم ما عدا واحد على الإجابة اللي هايقولوها.

كرَّر (آش) التجربة دي 18 مرة، وكان اتفاقه مع الممثلين إنهم يقولوا الإجابة الصحيحة في أول مرتين فقط، وبعد كده كلهم هايقولوا إجابة خطأ متفق عليها ويشوف الواحد الباقي هايقول إيه.. بعدها آش عمل التجربة دي مع عدد أكبر من الناس وبطرق مختلفة وطبعًا كانت النتائج مذهلة..

ثلث الناس اللي اتعرضوا للتجربة قالوا نفس الرأي الخطأ اللي سمعوه من باقي زمايلهم في كل التجارب (كان دايمًا يكون دورهم في الرد هو الأخير بعد كل الناس).. وثلاث أرباع (يعني 75%) من الناس قالوا نفس الرأي الخطأ في تجربة واحدة على الأقل..

الناس دي ما قالتش الرأي الخطأ بسبب خوف أو تهديد أو رغبة في الموافقة وخلاص.. لا.. الناس دي استقبالهم للحقيقة اتغير.. يعني هما كانوا شايفين ومصدقين اللي قالوه (اتعمل معاهم كلهم مقابلات فردية بعد كده).. هما اتأثروا فعلا برأي الممثلين المتفقين مع الباحث لدرجة إن رؤيتهم وقراءتهم وتفسيرهم للي هما شايفينه بعنيهم اتغيرت واختلفت..

الكلام ده معناه إيه؟

معناه إن حضرتك لما بتكون في مجموعة.. ممكن بكل بساطة اللي إنت شايفه ومقتنع بيه ومصدقه ما يكونش إلا تأثير المجموعة عليك (ده بيسموه تأثير المجموعة Group Influence).. ممكن تكون شايف الشمال يمين لأن كل الناس شايفينه كده.. وتكون شايف اليمين شمال علشان إنت فعلا عينيك ومداركك وحواس استقبالك اتأثرت برؤية المجموعة أكتر من رؤيتك إنت الشخصية..

المجموعة دي ممكن تكون شلة أصحاب.. زملاء عمل.. عيلة.. فريق.. وساعات مجتمع..

أي مجموعة ممكن تقنع أي حد بأي حاجة..

ما تصدقش كل حاجة إنت مصدّقها..

 

د. محمد طه