زى ما فيه احتياج انك تتحب.. واحتياج انك تتشاف وتتقدر.. واحتياج انك تُحترم..
فيه احتياج انسانى أساسى مهم جداً.. اسمه احتياج إنك تتصدق..
بمعنى..
انت محتاج لما تعبر عن اللى جواك.. ان اللى قدامك يصدقك..
محتاج لما تقول “أنا حاسس ان فيه حاجة غلط”.. اللى معاك مايشككش فيك..
محتاج لما تحكى.. اللى بيسمعك يحس بيك.. ويتجاوب معاك.. ويصدق اللى حكيته..
من أكتر الحاجات المؤلمة اللى بواجهها فى ممارستى الاكلينيكية.. لما حد يقعد يوصفلى مواقف وأحداث صعبة جداً وأحياناً غريبة جداً.. وواضح فيها -بالنسبة لى- كم الظلم وسوء المعاملة والابتزاز العاطفى اللى بيتعرض ليه الشخص ده.. من شريك حياته.. أو أبوه أو أمه.. أو أى حد.. وبمجرد ما أقوله: “ياه.. صعب أوى اللى بتحكيه ده”.. أبص ألاقي عينيه وسعت.. وحواجبه ارتفعت.. وصوته على من الدهشة: معقول يا دكتور؟ بجد؟ يعنى أنا صح؟ اللى كنت باحسه فى الموقف ده صح؟ يعنى كان معايا حق انى أحس كده؟ كان معايا حق إنى أقول لأ؟ ده كان بيشككنى فى نفسي.. دانا فقدت الثقة فى احساسى.. دانا بدأت أحس إنى مجنون/مجنونة..
طبعاً فيه فصيلة من البشر محترفة فى قلب الترابيزة.. وانها تشككك فى نفسك.. وتخليك انت شخصياً ماتصدقش نفسك إنت شخصياً.. دول ان شاء الله مكانهم فى قاع الجحيم.. لأنهم فى الحقيقة.. جحيم متحرك.. جحيم يمشى على قدمين..
وفيه فصيلة أخرى.. تحس وانت بتتكلم معاها.. وتشوف فى عينيها انها مصدقاك.. ان كل مراهم العالم لمست قلبك.. وكل بلاسم الدنيا ضمدت جراح روحك..
وزى ما كل حاجة ليها أصل ومرجع فى الطفولة.. والعلاقة بالأب والأم.. الاحتياج ده كمان ليه نفس هذا الأصل..
الطفل محتاج أبوه وأمه يصدقوه.. ده مش بس بيحسسه إنه متشاف ومتقدر.. لأ.. ده بيحسسه إنه موجود.. إنه أصلاً موجود.. وان هذا الوجود متصدق.. هذا الوجود له معنى.. هذا الوجود Valid..
ومش مقصود هنا انك تصدقه لما يتكلم.. الاحتياج ده موجود من قبل حتى ما يتعلم الكلام.. احتياج Preverbal..
لما يحس انه جعان.. وأمه تحس بيه وترضعه.. يبقى هى كده صدقته..
لما يبكى.. وأبوه يشيله ويطبطب عليه.. يبقى هو كده صدقه..
لما يحتاج.. ويتم إشباع احتياجه.. إذن احتياجه صادق ومهم..
أقولكم سر..
الأطفال فى سن معين بيبدأوا يقولوا للأب وللأم: أنا بحبك.. فيردوا بسرعة وبدون تفكير: وأنا كمان بحبك يا حبيبى..
السر بقى.. ان الطفل فى اللحظة دى مش بيكون محتاج ده..
هو بيكون محتاج قبل ما تقوله (بحبك).. انك تقوله: أنا مصدقك..
ده اللى يشبعه.. وده اللى يرضى احتياجه.. وده اللى يتبنى على أساسه بعد كده الحب والاهتمام والاحترام..
ده اللى يزرع فى تركيبته.. ويشكل فى بناء شخصيته رسالة نفسية مهمة جداً:
“أنا باتصدق.. أنا من حقى اتصدق.. اللى باحسه ليه معنى..”
تصوروا بقى البنات اللى تتعرض للتحرش.. وتحكى لأهلها.. يقولوها انتى كان بيتهيألك.. أو انتى اللى غلطانة.. أو أكيد انتى السبب..
تصوروا الأولاد اللى يقعدوا يحلفوا لآباءهم وأمهاتهم على كل حاجة وأى حاجة.. وهما مش بيصدقوهم..
تصوروا الستات اللى تستفهم من أزواجها على تصرف.. أو تستغرب منه على موقف.. أو تسأله على تفسير ما.. ينهال عليها بوابل من الكلام.. ويهجم عليها بطلقات متتالية من الاتهامات والحوارات والألعاب النفسية القاتلة.. ويخلى دماغها تلف حوالين نفسها.. بحثاً عن كمية هائلة من المبررات.. وسلسلة لانهائية من وسائل الدفاع عن نفسها.. نفس الأمر يحدث مع بعض الأزواج طبعاً (علشان محدش يزعل)..
وشوفوا بقى لما دى تلاقى حد يصدقها غير جوزها.. وده يلاقى حد يصدقه غير مراته..
أسوأ ما يمكن أن تقدمه لشريكك فى علاقة ما.. هو انك ماتصدقهوش.. وانك تحسسه انه محتاج يشرح ويدلل.. ويبرهن.. ويبرر.. وكأنه بيبرر وجوده..
وأفضل ما يمكن أن تقدمه على الإطلاق.. لكل من تحب.. هو أن تصدقه.. فقط تصدقه..
اتعلمت حاجة عظيمة من أستاذى د. رفعت محفوظ، فى السياقات العلاجية.. كان يقول: “لما حد يقولك كلمة طيبة.. دبّسه وصدقه.. انت كده هاتطلع منه أحسن ما عنده”..
دول عملوا تكنيك مخصوص فى بعض أنواع العلاج النفسي سموه Validation.. يعنى -ببساطة- توصّل للى قدامك انك مصدق اللى هو حاسه.. وانه من حقه يحس اللى هو حاسه.. شوفتوا الغلب!!
مرادف هذا الاحساس عند من أمامك.. اسمه الارتياح.. الارتيااااح..
صدقوا بعض يا جماعة..
ده ممكن ينقذ نفوس.. وقلوب.. وأرواح..
***
لسه.. لسه..
فيه درجة أعلى من إنك تصدق حد Believe someone.. اسمها إنك تصدق (فى) حد Believe in someone ..
وده فيها كلام لوحده.. بعدين..
فيه احتياج انسانى أساسى مهم جداً.. اسمه احتياج إنك تتصدق..
بمعنى..
انت محتاج لما تعبر عن اللى جواك.. ان اللى قدامك يصدقك..
محتاج لما تقول “أنا حاسس ان فيه حاجة غلط”.. اللى معاك مايشككش فيك..
محتاج لما تحكى.. اللى بيسمعك يحس بيك.. ويتجاوب معاك.. ويصدق اللى حكيته..
من أكتر الحاجات المؤلمة اللى بواجهها فى ممارستى الاكلينيكية.. لما حد يقعد يوصفلى مواقف وأحداث صعبة جداً وأحياناً غريبة جداً.. وواضح فيها -بالنسبة لى- كم الظلم وسوء المعاملة والابتزاز العاطفى اللى بيتعرض ليه الشخص ده.. من شريك حياته.. أو أبوه أو أمه.. أو أى حد.. وبمجرد ما أقوله: “ياه.. صعب أوى اللى بتحكيه ده”.. أبص ألاقي عينيه وسعت.. وحواجبه ارتفعت.. وصوته على من الدهشة: معقول يا دكتور؟ بجد؟ يعنى أنا صح؟ اللى كنت باحسه فى الموقف ده صح؟ يعنى كان معايا حق انى أحس كده؟ كان معايا حق إنى أقول لأ؟ ده كان بيشككنى فى نفسي.. دانا فقدت الثقة فى احساسى.. دانا بدأت أحس إنى مجنون/مجنونة..
طبعاً فيه فصيلة من البشر محترفة فى قلب الترابيزة.. وانها تشككك فى نفسك.. وتخليك انت شخصياً ماتصدقش نفسك إنت شخصياً.. دول ان شاء الله مكانهم فى قاع الجحيم.. لأنهم فى الحقيقة.. جحيم متحرك.. جحيم يمشى على قدمين..
وفيه فصيلة أخرى.. تحس وانت بتتكلم معاها.. وتشوف فى عينيها انها مصدقاك.. ان كل مراهم العالم لمست قلبك.. وكل بلاسم الدنيا ضمدت جراح روحك..
وزى ما كل حاجة ليها أصل ومرجع فى الطفولة.. والعلاقة بالأب والأم.. الاحتياج ده كمان ليه نفس هذا الأصل..
الطفل محتاج أبوه وأمه يصدقوه.. ده مش بس بيحسسه إنه متشاف ومتقدر.. لأ.. ده بيحسسه إنه موجود.. إنه أصلاً موجود.. وان هذا الوجود متصدق.. هذا الوجود له معنى.. هذا الوجود Valid..
ومش مقصود هنا انك تصدقه لما يتكلم.. الاحتياج ده موجود من قبل حتى ما يتعلم الكلام.. احتياج Preverbal..
لما يحس انه جعان.. وأمه تحس بيه وترضعه.. يبقى هى كده صدقته..
لما يبكى.. وأبوه يشيله ويطبطب عليه.. يبقى هو كده صدقه..
لما يحتاج.. ويتم إشباع احتياجه.. إذن احتياجه صادق ومهم..
أقولكم سر..
الأطفال فى سن معين بيبدأوا يقولوا للأب وللأم: أنا بحبك.. فيردوا بسرعة وبدون تفكير: وأنا كمان بحبك يا حبيبى..
السر بقى.. ان الطفل فى اللحظة دى مش بيكون محتاج ده..
هو بيكون محتاج قبل ما تقوله (بحبك).. انك تقوله: أنا مصدقك..
ده اللى يشبعه.. وده اللى يرضى احتياجه.. وده اللى يتبنى على أساسه بعد كده الحب والاهتمام والاحترام..
ده اللى يزرع فى تركيبته.. ويشكل فى بناء شخصيته رسالة نفسية مهمة جداً:
“أنا باتصدق.. أنا من حقى اتصدق.. اللى باحسه ليه معنى..”
تصوروا بقى البنات اللى تتعرض للتحرش.. وتحكى لأهلها.. يقولوها انتى كان بيتهيألك.. أو انتى اللى غلطانة.. أو أكيد انتى السبب..
تصوروا الأولاد اللى يقعدوا يحلفوا لآباءهم وأمهاتهم على كل حاجة وأى حاجة.. وهما مش بيصدقوهم..
تصوروا الستات اللى تستفهم من أزواجها على تصرف.. أو تستغرب منه على موقف.. أو تسأله على تفسير ما.. ينهال عليها بوابل من الكلام.. ويهجم عليها بطلقات متتالية من الاتهامات والحوارات والألعاب النفسية القاتلة.. ويخلى دماغها تلف حوالين نفسها.. بحثاً عن كمية هائلة من المبررات.. وسلسلة لانهائية من وسائل الدفاع عن نفسها.. نفس الأمر يحدث مع بعض الأزواج طبعاً (علشان محدش يزعل)..
وشوفوا بقى لما دى تلاقى حد يصدقها غير جوزها.. وده يلاقى حد يصدقه غير مراته..
أسوأ ما يمكن أن تقدمه لشريكك فى علاقة ما.. هو انك ماتصدقهوش.. وانك تحسسه انه محتاج يشرح ويدلل.. ويبرهن.. ويبرر.. وكأنه بيبرر وجوده..
وأفضل ما يمكن أن تقدمه على الإطلاق.. لكل من تحب.. هو أن تصدقه.. فقط تصدقه..
اتعلمت حاجة عظيمة من أستاذى د. رفعت محفوظ، فى السياقات العلاجية.. كان يقول: “لما حد يقولك كلمة طيبة.. دبّسه وصدقه.. انت كده هاتطلع منه أحسن ما عنده”..
دول عملوا تكنيك مخصوص فى بعض أنواع العلاج النفسي سموه Validation.. يعنى -ببساطة- توصّل للى قدامك انك مصدق اللى هو حاسه.. وانه من حقه يحس اللى هو حاسه.. شوفتوا الغلب!!
مرادف هذا الاحساس عند من أمامك.. اسمه الارتياح.. الارتيااااح..
صدقوا بعض يا جماعة..
ده ممكن ينقذ نفوس.. وقلوب.. وأرواح..
***
لسه.. لسه..
فيه درجة أعلى من إنك تصدق حد Believe someone.. اسمها إنك تصدق (فى) حد Believe in someone ..
وده فيها كلام لوحده.. بعدين..
د. محمــد طــه