الأمومة صعبة.. ومجهدة.. ومرهقة..
الإحساس بالذنب مؤلم.. ومتعب.. وشاق..
تصور بقى الاتنين (مع بعض) يبقوا عاملين ازاى..
من المشاعر الصعبة جداً.. والمتعبة جداً.. واللى بتمر بيها كتير من الأمهات بشكل متكرر ويبدو معتاد.. هى مشاعر الذنب.. الإحساس بالتقصير.. انى مش عاملة اللى عليا.. بيسموها Mom Guilt.. وده ليه تفسيرات كتير.. وفى مجتمعنا.. تفسيراته وأسبابه أكتر..
قبل ما الست تولد بشوية.. تنهال عليها كمية هائلة من النصائح والتعليمات والتوجيهات من الأمهات والجدات.. من الزميلات والصاحبات.. من جروبات الماميز على السوشيال ميديا.. تحس قدامها أى ست بالتحفز والتخوف والاستعداد والاستنفار..
وأول ما تولد ينزل عليها وابل من المهام والتكليفات والوظائف اللى عمرها ما عملتها قبل كده.. ولا اتدربت أو اتمرنت عليها بأى شكل.. وكل علاقتها بيها كانت مجرد السماع أو الملاحظة أو التخيل..
مش بس كده.. ده مطلوب منها تؤدى كتير من الحاجات دى لوحدها.. لوحدها تماماً.. رضاعة.. سهر.. تغيير هدوم وحفاضات.. تنضيف وحموم وغسيل.. وغيرها وغيرها.. وده طبعاً غير مهام البيت اليومية المعروفة.. واللى -فى مجتمع زى مجتمعنا- برضه مطلوب منها تقوم بيها لوحدها..
تبدأ هنا تتزرع جواها نواة صراع نفسي داخلى غريب.. ماكنش موجود ولا كانت تتوقع وجوده قبل كده.. صراع ما بين المتوقع منها.. واللى هى بتعمله.. ما بين المفروض.. والمقدور عليه..
هى من ناحية مش هاتقدر تعمل كل المطلوب بشكل تام وكامل ووافى.. ده المستحيل بعينه.. ومن ناحية تانية.. فيه توقعات من اللى حواليها إنها تكون أم (كويسة).. (أم) قد المسئولية.. (أم) تمام..
وأمام أى مشكلة تحصل.. تطاردها أشباح (انتى مهملاه).. (انتى سايباه).. (انتى مش مراعياه).. (انتى مقصرة ناحيته).. (انتى مش عاملة اللى عليكى)..
وطبعاً لو الزوج (ذكر شرقى منقرض)، متصور إن دوره كأب هو انه فقط يشتغل ويجيب فلوس.. وانه بمجرد ما مراته تولد يروح ينام فى أوضة لوحده.. ومايعملش حاجة غير اللوم، والتعديل، والاتهام.. ومايشاركش غير بالطلب.. أو الضغط.. أو الزق.. فالحمل هنا أزيد بكتير.. مزيج من الاحساس بالهم.. والغم.. والحزن.. الشعور بالقهر.. والظلم.. والذنب..
أيوه الذنب.. الشعور الخام بالذنب..
لو رضعته أقل من المتوقع.. تحس بالذنب..
لو فيه مشكلة فى الرضاعة.. تحس بالذنب..
لو مانامش كويس.. هاتحس بالذنب..
لو بطنه وجعته أو حصله اسهال.. هاتحس بالذنب..
ويكبر الطفل.. ويكتر معاه المطلوب.. ويكبر معاه الشعور بالذنب والتقصير.. يتضخم الفارق بين المفروض والواجب..
ويتسرطن الصراع بين المطلوب والمقدور عليه..
الحضانة.. المدرسة.. الدروس.. النجاح.. التمرين.. الأكل.. الشرب.. الوظيفة.. الجواز.. يالهويييييييييييييي
لو كانت أم عاملة.. هاتحس بالذنب..
لو زهقت وتعبت واشتكت.. هاتحس بالذنب..
لو اتفرجت شوية على التليفزيون او اتسلت شوية بالموبايل.. هاتحس بالذنب..
لو طلبت المساعدة.. هاتحس بالتقصير.. والذنب..
لو اتعصبت واتنرفزت.. تحس بالذنب..
وطبعاً لو كانت من سيئات الحظ اللى أصابهم اكتئاب ما بعد الولادة.. اضرب الإحساس بالذنب ده فى الف..
ده غير المقارنة.. اللى هى بتقارنها مع غيرها من الأمهات.. واللى أهلها وأهل جوزها بيقارنوها عمال على بطال..
وغير الأحكام.. اللى بيطلقها عليها القريب والغريب.. انتى أم فاشلة.. أم مهملة.. أم مقصرة..
وغير رؤيتها هى لنفسها.. وحكمها هى شخصياً على نفسها.. اللى أقسي من كل ده..
وغير إنه مطلوب منها بعد ده كله إنها تكون ست.. أنثى.. مهتمة بنفسها وجسمها وجمالها.. وإلا.. الخيااااانة.. أو يتجوز عليها.. وتحس تانى بالذنب.. ويحسسها اللى حواليها بأضعاف أضعافه..
وغير اللى بتكمل فى زيجة فاشلة علشان ذنب العيال..
واللى بتطلق.. وتشيل برضه ذنب العيال..
واللى تسعى هى شخصياً للعلاج -رغم ان المشكلة مش عندها- خوفاً من ذنب العيال..
ولو الطفل من ذوى الاحتياجات الخاصة.. تحس بالذنب..
ولو مافيش نصيب فى الخلفة لأى سبب.. تحس ذنب..
وكأن الإحساس بالذنب أصبح جزء لا يتجزأ من مقومات الأمومة..
لسه..
فيه مستويات أعقد وأعمق لإحساس الأمهات بالذنب..
إحساس الأم بالذنب بيبدأ أحياناُ أثناء الحمل.. أنا ليه هاجيب طفل للدنيا الصعبة دى..
بيبدأ أحياناً من لحظة خروج الطفل من رحمها.. ازاى هاتخلى عن حتة منى عاشت فى جسمى 9 شهور..
بيبدأ من أول نفس.. وأول بكاء.. وأول نظرة فى عين الطفل..
ذنب.. ذنب..ذنب..
تحس ان أمومتها ذنب.. وأنوثتها ذنب.. ووجودها نفسه -أحياناً- ذنب.. عندما ينتهى الأمر بكل هذا الضغط والصراع لما يسمى بالذنب الوجودى Existential Guilt.. اللى هو مش بس ارتباط الذنب بالأمومة.. لأ.. ده يبقى (أنا موجودة= أنا مذنبة)..
الطبيب النفسي وعالم النفس العبقرى دونالد وينيكوت Donald Winnicott قضى حياته المهنية والعملية فى دراسة وتحليل العلاقة بين الأم والطفل.. من خلال تجارب وأبحاث وأفكار ونظريات مهمة جداً جداً فى العلاقة دى..
من أهم اللى وصل ليه وكتب عنه وينيكوت حاجتين..
الحاجة الأولى.. اسمها Good Enough Mother.. يعنى الأم الجيدة (بدرجة كافية).. مش مطلوب من الأم انها تكون متاحة طول الوقت.. 24 ساعة فى اليوم.. مش مطلوب منها تكون فظيعة ورهيبة وماحصلتش.. مش مطلوب تكون سوبروومان.. كل المطلوب انها تعمل (اللى تقدر عليه).. فى حدود قدرتها من ناحية.. واحتياج طفلها (الطبيعى المناسب المعقول) من ناحية.. بس وخلاص.. لا أكتر.. ولا أقل..
الحاجة التانية.. هى انه ماينفعش الأم تكون (أم جيدة بدرجة كافية).. وهى حاسة بالذنب ناحية ابنها/بنتها.. مهم تعرف ان ليها حق على نفسها.. مهم تصدق إنها بشر بتغلط وتضعف وتقصر وتفشل.. مهم تراعى نفسها زى ما بتراعى طفلها.. مهم تفصل نفسها عن طفلها وماتتعاملش معاه على أنه قطعة منها خارج جسدها.. مهم تتخلص من أى احساس بالذنب تماماً.. مش عاوزينها تبقى أم مثالية.. ولا أم مضحية.. ولا أم شهيدة.. ده مؤذى ليها وبالتالى مؤذى لطفلها.. مافيش أم هاتدى طفلها حقه من غير ما تدى نفسها حقها..
فيه كمية ضغط نفسي رهيبة.. تصل لدرجة الإرهاب.. بتمارس على الأمهات.. من أمهات وصديقات وأخوات وأزواج وزوجات..
فيه ابتزاز عاطفى فوق الوصف.. تتعرض له أى أم.. بقصد وبدون قصد.. علشان تلبس دور البطلة..
حقن يومية.. لا.. حقن مين.. شاحنات وناقلات وحاملات براميل من الإحساس بالذنب.. يتم تفريغها يومياً فى عقول وقلوب الأمهات.. لتمتلئ حتى آخر قطرة منها..
مش بس كده.. ده اللى بيحصل بعد شوية ان الشعور بالذنب Guilt يتحول للشعور بالعار Shame.. يعنى بدلاً من (أنا أم مقصرة).. يتحول الأمر إلى (أنا أم فاشلة)..
يا ست الكل..
فيه مثل انجليزى شهير بيقول It takes a village to raise a child.. يعنى علشان تربى طفل.. الأمر محتاج قرية/بلد كاملة.. مش مجرد فرد واحد..
انتى مش إله.. ومش بطلة.. ومش سوبروومان..
انتى بشر.. انسان.. بنى آدم ضعيف.. احنا اتخلقنا من ضعف..
صدقى ده لو سمحتى..
ماتستجيبيش من فضلك لوخزات الذنب المتتالية.. ووكزات التقصير المتكررة..
ماتسمحيش لحد يغرقك احساس بالذنب.. علشان يبرر لنفسه تخليه عن المسئولية..
فرقى بشكل واضح بين الإحساس (بالذنب).. والإحساس (بالمسئولية)..
من حقك تطلبى المساعدة.. مش بس تطلبى.. تشترطى المساعدة.. على جوزك أولاً.. ده شريكك بالنص.. ماترضيش بغير كده..
ومن اخواتك وأهلك وأصحابك.. من غير كسوف ولا خجل.. ده حقك.. وهايعملوا ده والله وهما مبسوطين وراضيين..
من حقك تتعبى وتشتكى.. مافيش مشكلة.. ده مش معناه انك وحشة.. ولا انك ضعيفة.. معناه الوحيد انك انسانة طبيعية..
من حقك تزهقى.. وتغضبى.. وتعبرى عن زهقك وغضبك.. ومن حقك على اللى حواليكى انهم يستحملوا ده ويستوعبوه ويقبلوه.. الكتمان مش شطارة.. وتجاهل مشاعرك الحقيقية مش جدعنة.. دى مقدمات أكيدة لانفجار قادم..
من حقك تهتمى بنفسك.. وتاخدى مساحتك.. تتنفسي.. تتحركى.. تعيشى..
ومن حقك طبعاً.. لو حسيتى انك محتاجة مساعدة متخصصة.. ماتتردديش.. وتسعى إليها.. من غير استئذان حد.. ولا انتظار موافقة حد..
طبعاً الكلام ده يهدد عروش المستفيدين من إحساس الأمهات بالذنب.. وهم كثير..
هايدافعوا عنه.. وهايقاوموا التحرر منه.. وهايصروا على ربطه بالأمومة بكل طريقة..
إيه اللى بتقوله ده يا دكتور؟؟
انت عاوز الأمهات والستات ماتحسش بالذنب؟؟!
ازاى؟ ازااااااى؟
وهنا.. سأصمت قليلاً..د. محمــد طــه
الإحساس بالذنب مؤلم.. ومتعب.. وشاق..
تصور بقى الاتنين (مع بعض) يبقوا عاملين ازاى..
من المشاعر الصعبة جداً.. والمتعبة جداً.. واللى بتمر بيها كتير من الأمهات بشكل متكرر ويبدو معتاد.. هى مشاعر الذنب.. الإحساس بالتقصير.. انى مش عاملة اللى عليا.. بيسموها Mom Guilt.. وده ليه تفسيرات كتير.. وفى مجتمعنا.. تفسيراته وأسبابه أكتر..
قبل ما الست تولد بشوية.. تنهال عليها كمية هائلة من النصائح والتعليمات والتوجيهات من الأمهات والجدات.. من الزميلات والصاحبات.. من جروبات الماميز على السوشيال ميديا.. تحس قدامها أى ست بالتحفز والتخوف والاستعداد والاستنفار..
وأول ما تولد ينزل عليها وابل من المهام والتكليفات والوظائف اللى عمرها ما عملتها قبل كده.. ولا اتدربت أو اتمرنت عليها بأى شكل.. وكل علاقتها بيها كانت مجرد السماع أو الملاحظة أو التخيل..
مش بس كده.. ده مطلوب منها تؤدى كتير من الحاجات دى لوحدها.. لوحدها تماماً.. رضاعة.. سهر.. تغيير هدوم وحفاضات.. تنضيف وحموم وغسيل.. وغيرها وغيرها.. وده طبعاً غير مهام البيت اليومية المعروفة.. واللى -فى مجتمع زى مجتمعنا- برضه مطلوب منها تقوم بيها لوحدها..
تبدأ هنا تتزرع جواها نواة صراع نفسي داخلى غريب.. ماكنش موجود ولا كانت تتوقع وجوده قبل كده.. صراع ما بين المتوقع منها.. واللى هى بتعمله.. ما بين المفروض.. والمقدور عليه..
هى من ناحية مش هاتقدر تعمل كل المطلوب بشكل تام وكامل ووافى.. ده المستحيل بعينه.. ومن ناحية تانية.. فيه توقعات من اللى حواليها إنها تكون أم (كويسة).. (أم) قد المسئولية.. (أم) تمام..
وأمام أى مشكلة تحصل.. تطاردها أشباح (انتى مهملاه).. (انتى سايباه).. (انتى مش مراعياه).. (انتى مقصرة ناحيته).. (انتى مش عاملة اللى عليكى)..
وطبعاً لو الزوج (ذكر شرقى منقرض)، متصور إن دوره كأب هو انه فقط يشتغل ويجيب فلوس.. وانه بمجرد ما مراته تولد يروح ينام فى أوضة لوحده.. ومايعملش حاجة غير اللوم، والتعديل، والاتهام.. ومايشاركش غير بالطلب.. أو الضغط.. أو الزق.. فالحمل هنا أزيد بكتير.. مزيج من الاحساس بالهم.. والغم.. والحزن.. الشعور بالقهر.. والظلم.. والذنب..
أيوه الذنب.. الشعور الخام بالذنب..
لو رضعته أقل من المتوقع.. تحس بالذنب..
لو فيه مشكلة فى الرضاعة.. تحس بالذنب..
لو مانامش كويس.. هاتحس بالذنب..
لو بطنه وجعته أو حصله اسهال.. هاتحس بالذنب..
ويكبر الطفل.. ويكتر معاه المطلوب.. ويكبر معاه الشعور بالذنب والتقصير.. يتضخم الفارق بين المفروض والواجب..
ويتسرطن الصراع بين المطلوب والمقدور عليه..
الحضانة.. المدرسة.. الدروس.. النجاح.. التمرين.. الأكل.. الشرب.. الوظيفة.. الجواز.. يالهويييييييييييييي
لو كانت أم عاملة.. هاتحس بالذنب..
لو زهقت وتعبت واشتكت.. هاتحس بالذنب..
لو اتفرجت شوية على التليفزيون او اتسلت شوية بالموبايل.. هاتحس بالذنب..
لو طلبت المساعدة.. هاتحس بالتقصير.. والذنب..
لو اتعصبت واتنرفزت.. تحس بالذنب..
وطبعاً لو كانت من سيئات الحظ اللى أصابهم اكتئاب ما بعد الولادة.. اضرب الإحساس بالذنب ده فى الف..
ده غير المقارنة.. اللى هى بتقارنها مع غيرها من الأمهات.. واللى أهلها وأهل جوزها بيقارنوها عمال على بطال..
وغير الأحكام.. اللى بيطلقها عليها القريب والغريب.. انتى أم فاشلة.. أم مهملة.. أم مقصرة..
وغير رؤيتها هى لنفسها.. وحكمها هى شخصياً على نفسها.. اللى أقسي من كل ده..
وغير إنه مطلوب منها بعد ده كله إنها تكون ست.. أنثى.. مهتمة بنفسها وجسمها وجمالها.. وإلا.. الخيااااانة.. أو يتجوز عليها.. وتحس تانى بالذنب.. ويحسسها اللى حواليها بأضعاف أضعافه..
وغير اللى بتكمل فى زيجة فاشلة علشان ذنب العيال..
واللى بتطلق.. وتشيل برضه ذنب العيال..
واللى تسعى هى شخصياً للعلاج -رغم ان المشكلة مش عندها- خوفاً من ذنب العيال..
ولو الطفل من ذوى الاحتياجات الخاصة.. تحس بالذنب..
ولو مافيش نصيب فى الخلفة لأى سبب.. تحس ذنب..
وكأن الإحساس بالذنب أصبح جزء لا يتجزأ من مقومات الأمومة..
لسه..
فيه مستويات أعقد وأعمق لإحساس الأمهات بالذنب..
إحساس الأم بالذنب بيبدأ أحياناُ أثناء الحمل.. أنا ليه هاجيب طفل للدنيا الصعبة دى..
بيبدأ أحياناً من لحظة خروج الطفل من رحمها.. ازاى هاتخلى عن حتة منى عاشت فى جسمى 9 شهور..
بيبدأ من أول نفس.. وأول بكاء.. وأول نظرة فى عين الطفل..
ذنب.. ذنب..ذنب..
تحس ان أمومتها ذنب.. وأنوثتها ذنب.. ووجودها نفسه -أحياناً- ذنب.. عندما ينتهى الأمر بكل هذا الضغط والصراع لما يسمى بالذنب الوجودى Existential Guilt.. اللى هو مش بس ارتباط الذنب بالأمومة.. لأ.. ده يبقى (أنا موجودة= أنا مذنبة)..
الطبيب النفسي وعالم النفس العبقرى دونالد وينيكوت Donald Winnicott قضى حياته المهنية والعملية فى دراسة وتحليل العلاقة بين الأم والطفل.. من خلال تجارب وأبحاث وأفكار ونظريات مهمة جداً جداً فى العلاقة دى..
من أهم اللى وصل ليه وكتب عنه وينيكوت حاجتين..
الحاجة الأولى.. اسمها Good Enough Mother.. يعنى الأم الجيدة (بدرجة كافية).. مش مطلوب من الأم انها تكون متاحة طول الوقت.. 24 ساعة فى اليوم.. مش مطلوب منها تكون فظيعة ورهيبة وماحصلتش.. مش مطلوب تكون سوبروومان.. كل المطلوب انها تعمل (اللى تقدر عليه).. فى حدود قدرتها من ناحية.. واحتياج طفلها (الطبيعى المناسب المعقول) من ناحية.. بس وخلاص.. لا أكتر.. ولا أقل..
الحاجة التانية.. هى انه ماينفعش الأم تكون (أم جيدة بدرجة كافية).. وهى حاسة بالذنب ناحية ابنها/بنتها.. مهم تعرف ان ليها حق على نفسها.. مهم تصدق إنها بشر بتغلط وتضعف وتقصر وتفشل.. مهم تراعى نفسها زى ما بتراعى طفلها.. مهم تفصل نفسها عن طفلها وماتتعاملش معاه على أنه قطعة منها خارج جسدها.. مهم تتخلص من أى احساس بالذنب تماماً.. مش عاوزينها تبقى أم مثالية.. ولا أم مضحية.. ولا أم شهيدة.. ده مؤذى ليها وبالتالى مؤذى لطفلها.. مافيش أم هاتدى طفلها حقه من غير ما تدى نفسها حقها..
فيه كمية ضغط نفسي رهيبة.. تصل لدرجة الإرهاب.. بتمارس على الأمهات.. من أمهات وصديقات وأخوات وأزواج وزوجات..
فيه ابتزاز عاطفى فوق الوصف.. تتعرض له أى أم.. بقصد وبدون قصد.. علشان تلبس دور البطلة..
حقن يومية.. لا.. حقن مين.. شاحنات وناقلات وحاملات براميل من الإحساس بالذنب.. يتم تفريغها يومياً فى عقول وقلوب الأمهات.. لتمتلئ حتى آخر قطرة منها..
مش بس كده.. ده اللى بيحصل بعد شوية ان الشعور بالذنب Guilt يتحول للشعور بالعار Shame.. يعنى بدلاً من (أنا أم مقصرة).. يتحول الأمر إلى (أنا أم فاشلة)..
يا ست الكل..
فيه مثل انجليزى شهير بيقول It takes a village to raise a child.. يعنى علشان تربى طفل.. الأمر محتاج قرية/بلد كاملة.. مش مجرد فرد واحد..
انتى مش إله.. ومش بطلة.. ومش سوبروومان..
انتى بشر.. انسان.. بنى آدم ضعيف.. احنا اتخلقنا من ضعف..
صدقى ده لو سمحتى..
ماتستجيبيش من فضلك لوخزات الذنب المتتالية.. ووكزات التقصير المتكررة..
ماتسمحيش لحد يغرقك احساس بالذنب.. علشان يبرر لنفسه تخليه عن المسئولية..
فرقى بشكل واضح بين الإحساس (بالذنب).. والإحساس (بالمسئولية)..
من حقك تطلبى المساعدة.. مش بس تطلبى.. تشترطى المساعدة.. على جوزك أولاً.. ده شريكك بالنص.. ماترضيش بغير كده..
ومن اخواتك وأهلك وأصحابك.. من غير كسوف ولا خجل.. ده حقك.. وهايعملوا ده والله وهما مبسوطين وراضيين..
من حقك تتعبى وتشتكى.. مافيش مشكلة.. ده مش معناه انك وحشة.. ولا انك ضعيفة.. معناه الوحيد انك انسانة طبيعية..
من حقك تزهقى.. وتغضبى.. وتعبرى عن زهقك وغضبك.. ومن حقك على اللى حواليكى انهم يستحملوا ده ويستوعبوه ويقبلوه.. الكتمان مش شطارة.. وتجاهل مشاعرك الحقيقية مش جدعنة.. دى مقدمات أكيدة لانفجار قادم..
من حقك تهتمى بنفسك.. وتاخدى مساحتك.. تتنفسي.. تتحركى.. تعيشى..
ومن حقك طبعاً.. لو حسيتى انك محتاجة مساعدة متخصصة.. ماتتردديش.. وتسعى إليها.. من غير استئذان حد.. ولا انتظار موافقة حد..
طبعاً الكلام ده يهدد عروش المستفيدين من إحساس الأمهات بالذنب.. وهم كثير..
هايدافعوا عنه.. وهايقاوموا التحرر منه.. وهايصروا على ربطه بالأمومة بكل طريقة..
إيه اللى بتقوله ده يا دكتور؟؟
انت عاوز الأمهات والستات ماتحسش بالذنب؟؟!
ازاى؟ ازااااااى؟
وهنا.. سأصمت قليلاً..د. محمــد طــه