أماني الجزار.. 19 سنة، طالبة بالفرقة الثالثة- كلية تربية رياضية.. من قرية طوخ طنبشا – مركز بركة السبع محافظة المنوفية.. تقدم لها شاب لخطبيتها، لكن هي وأسرتها رفضوه وعندهم أسبابهم (أو ماعندهومش).. استناها وهى وهي خارجة من بيتها مساء أمس، وأطلق عليها الخرطوش (من ضهرها).. أمانى اتوفت قبل ما توصل المستشفى.. (رابط الخبر: https://www.facebook.com/AlmasryAlyoum/videos/820489399314845/)..
بعد صباح الخير..
– ذكور (وليس رجال) هذه المنطقة من العالم، وصلهم لسنين طويلة ان الستات ماينفعش يقولولهم لأ.. وان أحد حقوق الرجل على امرأته اسمه (حق الطاعة).. ماينفعش تعترض أو تناقش أو تجادل.. وده ترسخ فى العقل الجمعى الذكورى وأصبح أحد أركانه الأساسية.. وتم مده حتى على علاقات الخطوبة والحب والاعجاب.. اللى بيخطب واحدة دلوقت بيقولها انتى لازم تسمعى كلامى..
– ذكور هذا المجتمع بقالهم فترة فى حالة متزايدة من الشحن والتحريض ضد الستات.. بدعوات صريحة -من مهاوييس وساديين وبلطجية محسوبين على الدين- لضربهن.. وتكسير عظامهن.. وجرح كرامتهن.. واغتصابهن على سرير الزوجية.. والزواج عليهن دون موافقة أو إعلام..
– فيه ألتراس جديد (وخطير) من أتباع ومريدين هؤلاء المهاوييس.. بيستحلوا عرض أى مخالف أو مختلف.. وينهالوا عليه أو عليها بأقذر الشتائم والتهديدات والخوض فى الأعراض.. ومتصورين -زوراَ وبهتاناً- انهم كده بيدافعوا عن الدين وبينتصروا ليه.. وهم من داخلهم فى منتهى الانهزام..
– أى رفض أنثوى.. أى (لأ) من امرأة.. لهذا الذكر المنتفخ المريض، يسبب له جرح نرجسي غائر لا يشفى غليله منه سوى العنف.. والعدوان.. ومؤخراً القتل..
– كتير من المعلقين على تريند (مش ملزمة ومش ملزم) خايفين ان ده بيدعو “لتمرد الزوجات على أزواجهن”.. مجرد هذا التخوف وصياغته بالشكل ده بيقول إحنا فين.
– الأغانى والفيديوهات اختزلت المرأة فى جسمها، واختزلت العلاقة بينها وبين الرجل فى كلام الحب والإغواء.. بشكل مقرف ومقزز وممسوخ..
– الأفلام والمسلسلات اختزلت هى الأخرى دور الرجل ابن البلد الشجاع الجدع فى مشاهد المخدرات والبلطجة والافتراء على الأخت والأم والزوجة والجارة واللى ماشية فى الطريق، بمزيج من الشتيمة والإهانة والضرب.. وأصبح (الباد بوى) هو (جان) العصر..
– رغم كل محاولات الدولة وجهودها فى ملف المرأة.. انما الخطاب السائد منذ فترة -خاصة على السوشيال ميديا- هو خطاب يحتقرها ويقلل منها ويزدريها ويُحملها حتى مسئولية التحرش بها..
– ذكور هذه البقعة الأرضية، لقيوا اللى يبرر لهم جرائم القتل الأخيرة.. دى سايبة شعرها.. ودى استغلت زميلها.. والله أعلم التالتة (اللى اتقتلت مساء أمس) هايقولوا عليها إيه..
– مش بس كده.. ده مجرم الجريمة الأولى، قام أكبر محامى فى مصر بنقض حكم الاعدام عليه امبارح..
– هذا المجرم تحول إلى بطل فى بعض شرائح المجتمع، بطل يتم الدفاع عنه، وتبرير جريمته، وتُطلق الحملات المشبوهة لجمع النقود والتبرع بالملايين لإنقاذه من حبل المشنقة.. بل ومؤخراً.. تقليده..
– إذا لم يتم إعدام هذا المجرم ومن تلاه، فانتظروا المزيد والمزيد..
– نسب الطلاق المتزايدة.. مشاكل محاكم الأسرة المؤلمة.. اللى بنشوفه ونسمعه فى العيادات النفسية كل يوم (من الأبناء والبنات وطبعاً الأزواج والزوجات).. تريندات (مش ملزم ومش ملزمة).. بتعلن فشل منظومة الزواج بشكلها (المجتمعى) الحالى.. محتاجين نواجه ده ونعترف بيه.. محتاجين متخصصين فى الدين والاجتماع وعلم النفس يضعوا خارطة عملية لانقاذ هذه المنظومة..
– العلاقة بين الرجل والمرأة فى هذا المجتمع توشك أن تصبح مريضة.. ومشوهة.. بل ومؤخراَ.. مفخخة..
– الجريمة الأولى (نيرة) كان لها دوى عالى وصادم جداً.. الجريمة الثانية كان صداها أقل.. جريمة امبارح تايهة وسط الأخبار.. دى علامة مش كويسة..
– اللى قال وحلل وانزعج انزعاج شديد من الجريمة الأولى اتقاله “بلاش تعميم” و “دى مش ظاهرة” وهى “حادثة فردية”، و “احنا تمام وزى الفل”.. الجريمة التانية حصلت الأولى.. ايه الأخبار دلوقت؟
– زمان كنت باقول محتاجين حملات توعية نفسية.. وحديث رجال الدين المعتدلين العقلاء.. ودراسات نفسية ومجتمعية واسعة..
دلوقت أنا مش عارف احنا محتاجين إيه..
سامع فقط أجراس انذار عالية.. ومخترقة للآذان..

يارب..