فيه تعبير انجليزى لطيف جداً.. قريته لأول مرة في ردود أحد المحللين النفسيين على مقال نشرته في إحدى المجلات العلمية في إنجلترا سنة 2008.. الراجل وصف المقال بإنه بيقدم Food for thought.. يعنى غذاء للفكر/العقل.. بمعنى إنه بيحفز التفكير.. ويثير شهية القراءة.. ويدعو للنقاش..
عجبنى أوى التعبير ده، واكتشفت بعدها إنه بُيستخدم في سياقات ومواقف كتير.. ومن ناس عادية جداً لما بتوصف محادثة حلوة.. فصل في كتاب.. بوست منشور على السوشيال ميديا.. وهكذا: الجملة دى.. الكلام ده.. الموضوع ده.. بيقدم Food for thought..
نسأل بقى نفسنا.. كأفراد ومجتمعات.. ياترى -بالنسبة لنا- إيه اللى بيقدملنا هذا الFood for thought؟ إيه اللى بيجذب تفكيرنا؟ إيه اللى بيشد عقولنا؟ إيه اللى بنحس بالنشوة واحنا بنقراه أو بنسمعه أو حتى بنسمع عنه؟ إيه اللى بنحب نتناوله ونشتهيه ونستمتع بمضغه وهضمه وتمثيله داخل أمخاخنا؟
ببساطة شديدة- إيه اللى بيمخمخنا؟
تانى.. كأفراد وكمجتمعات..
هانلاقى إيه؟ قول انت بقى..
هاتلاقى ناس تجذبها الفكرة الجديدة.. تصيبها بالنشوة مقطوعة موسيقية.. يُمتع عقولها مشهد فى فيلم جميل.
ناس تغذى نفوسها على الجمال.. وتغذى أرواحها على الحب.. وتغذى عقولها على صفحات الكتب.. ما بين فن وأدب وعلم.
ناس تانى بقى.. ومجتمعات أخرى تماماً.. تجذبها الفضائح.. تصيبها بالنشوة وضع كلمة (جنس/جنسية) وسط أي جملة غير مفيدة.. يأخذ عقولها أي مشهد مستهجن وغير معتاد..
ناس تغذى نفوسها على القبح.. وتغذى أرواحها على الكراهية.. وتغذى عقولها على بوستات السوشيال ميديا المريضة.. ما بين قلة فن.. وقلة أدب.. وقلة علم..
بيئة صالحة للنمو والإبداع والسلام النفسي..
وبيئة أخرى صالحة للطحالب والبكتيريا وفيروسات العقل..
وجبة دسمة وصحية ومغذية..
ووجبة أخرى سيئة ونيئة وسامة..
اسأل نفسك: إيه هو My food for thought؟
قولى ما هو Your foud for thought.. أقل لك من أنت..
وقولى ما هو الFood for thought للناس اللى حواليك.. أقل لك أين تعيش..

د. محمـد طــه